فانسحب الشرطة كلهم من أمام الفندق، وجاء الطبيب الخاص ليتأكد من حالة الوفاة وقال: الله.. الله.. إن درجة حرارته مرتفعة جداً، هل لديكم مرآة؟

فوضع المرآة على فم الأستاذ، وتأكد من عدم تنفسه وانقطاعه كلياً، ثم قال: «نعم، إنه ميت! ولكن لا تشبه حالته حالة وفاة.. إنني أشك فيه، ولا أرى دفنه في الحال».

ثم كتب تقريره للمسؤولين.

ثم جاء قاضي التركات، وبدأ يثبت ما ورثه الأستاذ فكان:

ساعة، وسجادة، ولفاف الرأس، وجبة. فأعطي كلها لأخيه عبد المجيد.

بدأت ألوف من أهالي أورفة يحتشدون أمام باب الفندق، وأخبروا الولايات الأخرى كلها بهذا النبأ الفاجع.

أُخذ نعش الأستاذ من الفندق من بعد صلاة الظهر إلى غسله في «دَرْكاه» ووصلنا إليه بعد ساعتين أو أكثر حيث الازدحام كان شديداً جداً فقد أغلق أهالي أورفة محلاتهم. ولما ذهبوا بنعش الأستاذ أغمي عليّ وعلى الأخ حسني.

فخاطبَنا الأخ عبد الله: «هل أنتم أطفال.. أفيقوا!»

ولدى وصولنا إلى «دركاه» ليتم غسل الأستاذ، كان الازدحام لا يطاق حتى تعذر الدخول إلى هناك، ومع ذلك دخلنا واستطعنا أن نغسل الأستاذ هناك، وقام بغسله «ملا حميد أفندي» وهو من علماء أورفة المعروفين. (353)

وساعدَنا في الغسل الإخوان «زبير وحسني وعبد الله وخلوصي».

وبعدما تم الغسل أخذنا نعشه الطاهر إلى «أولو جامع» كي نختم على روحه القرآن

Yükleniyor...