فأجبناهم: «إن أستاذنا مريض، وإن مرضه شديد جداً، لا يستطيع أن يتحمل قطع مسافة يوم كامل في السفر مرة أخرى. فضلا عن أننا لا نتدخل في أموره، وبخاصة وهو في هذه الحالة التي هي أشبه ما تكون بالموت».

قال أحدهم: «إن الأمر قطعي لا مرد له، فهو أمر وزاري، فكما جاء أستاذكم إلى هذه المدينة سيرجع كذلك. اخرجوا من أورفة حالا».

قلنا: «نحن لا نتدخل في أمور الأستاذ، تعالوا قابلوه أنتم بأنفسكم واعرضوا عليه مطالبكم، فإن قال لنا: نذهب، فنحن ذاهبون، لأننا لا نرد قوله أبداً، ولا يمكن أن نبلغه ما تقولونه».

فاستشاطوا غضباً وقالوا:ما هذا؟ ألا تقدرون أن تقولوا له مثل هذا الشيء البسيط؟

- نعم، نحن لا نقول له شيئاً، وكل ما يقوله ننفذه حرفياً.

- ونحن أيضاً مرتبطون بالأوامر الرسمية، فيجب أن تتركوا أورفة في مدة أقصاها ساعتان، وترجعوا إلى إسبارطة.

وعندما سمع الناس بقضية إخراج الأستاذ من أورفة احتشد قرابة ستة آلاف شخص أمام الفندق، وعندها ذهبنا إلى المستشفى لنخبر رئيس الصحة بحالة الأستاذ الصحية وأنه لا يستطيع السفر، وطلبنا منه إجراء الفحص على الأستاذ بنفسه.

أجرى الطبيب الفحص ثم التفت إلينا: «كيف تجرأتم على جلب الأستاذ إلى هنا، فدرجة حرارته عالية، وهو في حالة لا يمكن تحريكه مطلقاً. تعالوا معي لأزودكم بتقرير لجنة الأطباء بأنه لا يمكن أن يحرك من مكانه..»

نفدت طاقتي كلياً بعد صلاة المغرب من كثرة الوقوف والسهر والتعب، فقلت للأخ زبير: «إنني متعب جداً، فلقد أنهكني الوقوف».

قال: «اذهب ونم في الغرفة».

فذهبت ونمت حوالي ساعتين. ثم جاء الأخ زبير إلى الغرفة وقال: «أخي إنني قد نفد صبري، لم أغمض عيني هذا الأسبوع قط.. تعال لنتناوب..»


Yükleniyor...