استلمت دوري من الأخ زبير فجلست أمام الباب، وجاء في الحال شرطيان اثنان، قال أحدهما: «تهيؤوا للذهاب! أين السائق؟»

أجبتهم: «الأستاذ مريض جداً».

ثم جاء أحد عشر شرطياً وقالوا: «تهيؤوا حالا! ستذهبون إلى إسبارطة في الحال».

قلت لهم: «سأبلغ الأستاذ بالأمر».

دخلت على الأستاذ وأخبرته بالأمر، فسمح لهم بالدخول إليه، فقالوا: «إن رجوعكم إلى إسبارطة أمر صادر من وزارة الداخلية».

قال لهم الأستاذ: «يا للعجب! لقد أتيت هنا لكي أموت فيه، وربما سأموت، وها أنتم ترون حالي، دافعوا عني».

قال أحدهم: «نحن تحت أوامر السلطة، ماذا نعمل؟»

ثم جاءوا بالأخ حسني مع سيارته أمام الفندق، ليأخذ الأستاذ، وبدأ الناس بالتجمهر أمام الفندق. وصرخ صاحب الفندق من أعلى السلم على الشرطي: «إنه ضيفي. كيف يجوز لكم أن تأخذوه مني؟»

كان الناس في هياج شديد، حتى أخذوا يهتفون قائلين: «كيف يؤخذ ضيف كريم مثل الأستاذ وهو على فراش الموت».

أصبح الناس في حالة لا تسمح للشرطة بالصعود إلى الفندق، وبدؤوا يرجون من السائق أن يبعد السيارة من باب الفندق، ففعل، وعندها هدأ الناس قليلاً وبدؤوا بزيارة الأستاذ مرة أخرى. فجاء موظفو الدولة والشرطة والعسكريون من جنود وضباط وأعضاء الأحزاب.. كلهم لزيارة الأستاذ.

ثم بدأ إصرار الشرطة على مقابلة الأستاذ وإبلاغه بأن الأمر صادر من الجهات العليا وأن علينا الخروج من أورفة حالا. وقالوا: «إن كنتم لا تغادرون المدينة بسيارتكم فسنأخذكم بسيارة إسعاف».

Yükleniyor...