أجل، إن السالك المنشغل بمراقبة قلبه يفتح بهذا التفكر آفاقاً واسعة أمام نظره وقلبه، فيشاهد ويراقب بفؤاده ولطائفه كافة الكائنات بكل عظمتها، ابتداءً من الذرات إلى السيارات، ويرى بكل وجد في تلك العوالم تجليات أسماء الله تعالى وصفاته الجليلة بألف تجلٍ وتجلٍ، وبهذا يرى ويحس بعلم اليقين وعين اليقين بل بحق اليقين أنه في مسجد لا منتهى له يدخله ما لا تستوعبه الأرقام من الجماعات، الذاكرين خالقهم بكل خشوع وشوق وودّ ونشوة. ويرددون بصوت واحد تتخلله الألحان العذبة والأنغام المنسجمة والإيحاءات المتناسقة بشتى اللغات معاً: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
وهكذا يدخل المتبع للسبيل النوراني الإيماني البرهاني الذي افتتحته رسائل النور إلى القرآن والإيمان والعلم مثل هذا المسجد العظيم، ويستفيد الكل بقدر إيمانه وإخلاصه وعلمه من هذا النبع الزاخر.
أدبه
لقد افترق الأدباء والشعراء والمتفكرون والعلماء منذ القدم من حيث اللفظ والمعنى والأسلوب والمحتوى إلى قسمين. فمنهم من اهتم بالأسلوب والإفادة والوزن والقافية فحسب، وضحّوا بالمعنى للأسلوب، وهذا ما ظهر واضحاً في الشعر. أما القسم الآخر فقد رجحوا المحتوى والمعنى ولم يضحوا بالمغزى للفظ والأسلوب.
ولأن الأستاذ عبقريّ فذّ لم يصرف عمره الزاخر المعطاء، بتنسيق الكلمات وتنظيم الألفاظ، بل على العكس من ذلك جعل شغله الشاغل إحياء الحس الديني والشعور الإيماني ومفهوم الفضائل والأخلاق أمنيته ومبتغاه بترسيخها في الأرواح والوجدان والأفكار لتنتقل عبر العصور والدهور للأجيال القادمة. ومن الطبيعي لمثل هذا المجاهد المضحي بكل ما لديه من النَّفَس والحياة لتحقيق هذه الغاية السامية أن لا ينشغل بزخارف اللفظ وشكليات الأسلوب.
ومع هذا يمكن القول: إن الأستاذ من حيث رشاقة الذوق ورهافة الفؤاد وعمق الفكر وبُعد الخيال صاحب ملكة أدبية إبداعية خارقة، لذا ينتهج أسلوباً مميزاً وتعبيراً متغايراً حسب الموضوع؛ فبينما يريد إقناع العقل بالدلائل المنطقية في المواضيع الفلسفية تراه يستعمل التعابير
وهكذا يدخل المتبع للسبيل النوراني الإيماني البرهاني الذي افتتحته رسائل النور إلى القرآن والإيمان والعلم مثل هذا المسجد العظيم، ويستفيد الكل بقدر إيمانه وإخلاصه وعلمه من هذا النبع الزاخر.
أدبه
لقد افترق الأدباء والشعراء والمتفكرون والعلماء منذ القدم من حيث اللفظ والمعنى والأسلوب والمحتوى إلى قسمين. فمنهم من اهتم بالأسلوب والإفادة والوزن والقافية فحسب، وضحّوا بالمعنى للأسلوب، وهذا ما ظهر واضحاً في الشعر. أما القسم الآخر فقد رجحوا المحتوى والمعنى ولم يضحوا بالمغزى للفظ والأسلوب.
ولأن الأستاذ عبقريّ فذّ لم يصرف عمره الزاخر المعطاء، بتنسيق الكلمات وتنظيم الألفاظ، بل على العكس من ذلك جعل شغله الشاغل إحياء الحس الديني والشعور الإيماني ومفهوم الفضائل والأخلاق أمنيته ومبتغاه بترسيخها في الأرواح والوجدان والأفكار لتنتقل عبر العصور والدهور للأجيال القادمة. ومن الطبيعي لمثل هذا المجاهد المضحي بكل ما لديه من النَّفَس والحياة لتحقيق هذه الغاية السامية أن لا ينشغل بزخارف اللفظ وشكليات الأسلوب.
ومع هذا يمكن القول: إن الأستاذ من حيث رشاقة الذوق ورهافة الفؤاد وعمق الفكر وبُعد الخيال صاحب ملكة أدبية إبداعية خارقة، لذا ينتهج أسلوباً مميزاً وتعبيراً متغايراً حسب الموضوع؛ فبينما يريد إقناع العقل بالدلائل المنطقية في المواضيع الفلسفية تراه يستعمل التعابير
Yükleniyor...