لقد بحث الأستاذ النورسي في كليات رسائل النور عن أمهات الموضوعات من الدين والاجتماع والأدب والحقوق والفلسفة والتصوف ووفّق غاية التوفيق فيها. والملفت للنظر أنه خاض عباب المسائل المستعصية المعقدة التي وقع كثير من العلماء في تيه منها، وتنكبوا الصراط القويم في حلّها، فوضحها بكل يسر وبشكل قاطع، ووصل إلى ساحل السلامة وأوصل قراء رسائله إليها بسلوكه طريق أهل السنة والجماعة.

فمن هذا المنطلق نكون محظوظين بتقديم كليات رسائل النور لطبقات مجتمعنا كافة بكل أمانة ورحابة صدر. وهذه الرسائل قطرات براقة من محيط القرآن الكريم وحُزَمُ نورانية من طيف شمس الهداية. لذا تعدّ الوظيفةَ المقدسة الملقاة على كل مسلم غيور السعي لنشر هذه الرسائل لإنقاذ إيمان الآخرين. فالتاريخ يشهد بأمثلة كثيرة لهداية الأفراد والعوائل والشعوب وما لا تحد من المجتمعات البشرية ونيلهم السعادة من خلال كتاب واحد.. ويا فرحتاه لذلك الإنسان الذي يكون سبباً لهداية وإيمان أخيه الإنسان..

فكره

من المعلوم أن لكل مفكر نهجاً خاصاً وفكراً متميزاً، وله غاية يسعى لها في حياته الفكرية، وهدف يرتبط به من صميم قلبه ارتباطاً وثيقاً. ولأجل البحث عن فكر الأستاذ النورسي واستساغة نهجه وهدفه تسرد مقدمات طويلة. ولكنه من اليسر استخلاص فكر الأستاذ ونهجه وهدفه وغايته في عبارة: «إن الغاية الوحيدة للكتب السماوية والدعوة الفريدة للأنبياء كافة هي: «إعلان ألوهية خالق الكائنات ووحدانيته» واثبات هذه الدعوة العظمى بالدلائل العلمية والمنطقية والفلسفية».

فهل يعني هذا أن للأستاذ النورسي علاقة بالمنطق والفلسفة والعلوم الكونية؟

أجل، إن الأستاذ النورسي هو منطقي عظيم وفيلسوف قدير ما دام المنطق والفلسفة يتصالحان مع القرآن الكريم، وينتهجان صراط خدمة الحق والحقيقة،لأجل إثبات مدى أحقية دعوته العالمية المقدسة. فيأخذ العلمَ بيمينه ليثبت به مرة أخرى أن القرآن الكريم هو كلام الله الأزلي بأسطع الأدلة والبراهين القاطعة.


Yükleniyor...