والاستغناء يلازمه الاقتصاد حتى يصبح شيمته الفطرية وخصلته العادية، فيكفيه من القوت اليومي قليلٌ من الحساء وكأسٌ من الماء وقطعة من الرغيف، ذلك أن هذا الإنسان العظيم كما يقول الشاعر الفرنسي الكبير المنصف «لامارتين»: «لا يعيش ليأكل، بل يسد رمقه ليديم الحياة».
فالأستاذ النورسي لم يحصر اقتصاده في المأكل والمشرب والملبس وما إليها من الأمور البسيطة، بل وسّعه بعدم الإسراف بالقيم المجردة والأمور المعنوية مثل الفكر والاستعداد والقابلية والوقت والزمن والنفْس والنفَس. وقد ساغ أسلوب هذه المحاسبة الدقيقة التي عاشها طوال حياته وجعلها سجية من سجاياه لطلابه كافة. وعلى هذا يصعب تلقين الأفكار أياً كانت، واستقراءُ الكتب كيفما اتفق لطالب النور. وذلك أن بؤرة قلبه المتضمن لكلمة «احذر!» هي أقوى محافظ له في مسيرته.
وهكذا أثبت النورسي بما أنشأ من رعيل طاهر أنه من نوادر الخلق وأنه مصلح قدير ومرب عليم بمداخل النفس الإنسانية ومساربها، وأضاف صحيفة واسعة مسطورة بنور لامع لتاريخ الاقتصاد.
التواضع والتجرد
هاتان الصفتان لهما تأثير بالغ الأهمية في انتشار رسائل النور في أرجاء المعمورة، لأن الأستاذ النورسي لم يُحِطْ نفسه بهالة «قطب العارفين» ولا برونق «غوث الواصلين»، لذا أحبّته القلوب وَسَعت إليه بكل ودّ ودفءٍ وفتحت أبوابها على مصاريعها لتستقبل غايته السامية استقبالاً. مثلاً: يوجه كثيراً من نصائحه وعظاته ودروسه في الأخلاق والفضائل والحكم والعبر إلى نفسه بشكل مباشر، ويضع نفسه موضع المخاطب الأول الوحيد لخطاباته القوية وكلماته الحادة الكاسحة، فينتشر النور من ذلك المركز إلى القلوب الظامئة للسلوان والأفئدة العطشى للسعادة والطمأنينة، كما تنتشر الأمواج الهائجة من المركز إلى المحيط.
الأستاذ النورسي متواضع وحليم في حياته الشخصية غاية التواضع والحلم، وهو يبذل كل ما في وسعه ليتجنب عن إيذاء الأفراد بل حتى أصغر الأحياء وأدناها. فيعاني ما لا يحصى من المشقات ويتجرع صنوفاً من المآزق ويكابد أنواعاً من المصاعب، شريطة أن لا يُتداخل
فالأستاذ النورسي لم يحصر اقتصاده في المأكل والمشرب والملبس وما إليها من الأمور البسيطة، بل وسّعه بعدم الإسراف بالقيم المجردة والأمور المعنوية مثل الفكر والاستعداد والقابلية والوقت والزمن والنفْس والنفَس. وقد ساغ أسلوب هذه المحاسبة الدقيقة التي عاشها طوال حياته وجعلها سجية من سجاياه لطلابه كافة. وعلى هذا يصعب تلقين الأفكار أياً كانت، واستقراءُ الكتب كيفما اتفق لطالب النور. وذلك أن بؤرة قلبه المتضمن لكلمة «احذر!» هي أقوى محافظ له في مسيرته.
وهكذا أثبت النورسي بما أنشأ من رعيل طاهر أنه من نوادر الخلق وأنه مصلح قدير ومرب عليم بمداخل النفس الإنسانية ومساربها، وأضاف صحيفة واسعة مسطورة بنور لامع لتاريخ الاقتصاد.
التواضع والتجرد
هاتان الصفتان لهما تأثير بالغ الأهمية في انتشار رسائل النور في أرجاء المعمورة، لأن الأستاذ النورسي لم يُحِطْ نفسه بهالة «قطب العارفين» ولا برونق «غوث الواصلين»، لذا أحبّته القلوب وَسَعت إليه بكل ودّ ودفءٍ وفتحت أبوابها على مصاريعها لتستقبل غايته السامية استقبالاً. مثلاً: يوجه كثيراً من نصائحه وعظاته ودروسه في الأخلاق والفضائل والحكم والعبر إلى نفسه بشكل مباشر، ويضع نفسه موضع المخاطب الأول الوحيد لخطاباته القوية وكلماته الحادة الكاسحة، فينتشر النور من ذلك المركز إلى القلوب الظامئة للسلوان والأفئدة العطشى للسعادة والطمأنينة، كما تنتشر الأمواج الهائجة من المركز إلى المحيط.
الأستاذ النورسي متواضع وحليم في حياته الشخصية غاية التواضع والحلم، وهو يبذل كل ما في وسعه ليتجنب عن إيذاء الأفراد بل حتى أصغر الأحياء وأدناها. فيعاني ما لا يحصى من المشقات ويتجرع صنوفاً من المآزق ويكابد أنواعاً من المصاعب، شريطة أن لا يُتداخل
Yükleniyor...