وعلاوة على ذلك، أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم باللغة العربية أكبر كمية ممكنة من المباحث والخواطر والأحداث والوثائق الصائبة، وفي الوقت نفسه أرفع عن كاهل الباحثين الذين يرغبون في كتابة حياة الأستاذ النورسي عناء البحث والتنقيب.

ولهذا فقد جعلت متن الكتاب كله من كلام الأستاذ نفسه مع فقرات من كتاب «تاريخجهء حياة» الذي أقرّه بنفسه، ونظمت كلها حسب التسلسل التاريخي. بينما أوردت في الهوامش ما يعزز المتن ويوضحه مما اقتبسته من المصادر التركية، بل أضفت في بعض المواضع ما سمعتُه مباشرة من تلاميذ الأستاذ النورسي الأحياء من أمثال: «مصطفى صونغور»(∗) و«بايرام يوكسل»(∗) و«محمد فرنجي»(∗) وآخرين، وما سمعه الباحثون ممن شاهدوه، فانتقيت من هذه المشاهدات والخواطر ما تَأيّد من قبل شهود كثيرين أو ما تواتروا عليه.

ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من محاسن ومثالب، فمن جملة محاسنه إعطاء القارئ أصدق تاريخ حياة للأستاذ النورسي وأنزهه حيث لا نُقحم أنفسنا في إبداء رأي أو تأويل عبارة مما يجعل البحث عن الأستاذ النورسي تعبيراً عن نفسه وليس تعبيراً عما يختلج في صدورنا من دواعي الإعجاب والانبهار الذي يستحقه، فلا دخل لي فيه من شيء إلّا التنظيم والترتيب. لذا يظل القارئ حرّ التفكير بعيداً عن أحاسيس الكاتب ومشاعره من بداية الكتاب إلى نهايته. فضلاً عن وجود كمية وافرة من المعلومات والخواطر بين يديه.

ولكن مع هذا هناك نقص سيلمسه القارئ في هذا الأسلوب، وهو أن الفقرات المأخوذة من كلام الأستاذ في رسائل النور أومن تاريخ حياته الذي أقرَّه، في صياغتين متباينتين، فمرة ترد بصيغة المتكلم وأخرى بصيغة الغائب. ولهذا اضطررت إلى وضع عناوين صغيرة أو جمل قصيرة وربما كلمة واحدة بين الفقرات بين معقوفين [ ] كي لا تنقطع سلسلة أفكار القارئ الكريم.

ولعل عملنا هذا لرأب الصدع ورفع النقص يكون وسيلة لدفع القارئ إلى إعمال الذهن وقراءة ما بين السطور والقيام بالتركيب والتحليل، متجاوزاً القراءة العابرة. فيكون عند ذلك من جملة المحاسن وليس من المثالب.

ولا شك أن البحث قد أخذنا للتطرق إلى خُطَب الأستاذ النورسي ومقالاته ومؤلفاته


Yükleniyor...