والعمل عين الرياء، والأمل عين الألم.

والوصال عين الزوال، والدواء عين الداء.

والأنوار ظلمات، والأحبابُ أيتاماً.

والأصوات نعيات، والأحياء أمواتاً.

وانقلبت العلوم أوهاماً، وفي الحِكَم ألف سقم.

وتحولت اللذائذ آلاماً، وفي الوجود ألف عدم.

وإن قلتَ: الحبيب! فقد وجدته، آه! كم في الفراق من ألم.

اللوحة الثانية (وهي لوحة تشير إلى حقيقة الدنيا لدى أهل الهداية)

لما زالت الغفلة، أبصرت نور الحق عياناً.

وإذا الوجود برهان ذاته، والحياة مرآة الحق..

وإذا العقل مفتاح الكنز، والفناء باب البقاء.

وانطفأت لمعة الكمال، وأشرقت شمس الجمال..

فصار الزوال عين الوصال، والألم عين اللذة.

والعمر هو العمل نفسه، والأبد عين العمر.

والظلامُ غلاف الضياء، وفي الموت حياة حقة..

وشاهدت الأشياء مؤنسة، والأصوات ذكراً..

فالموجودات كلها ذاكرات مسبحات.

ولقد وجدت الفقر كنز الغنى وأبصرت القوة في العجز.

إن وجدت اللّه فالأشياء كلها لك.

نعم، إن كنت عبداً لمالك الملك، فملكه لك..

وإن كنت عبداً لنفسك معجباً بها فأبصر بلاءً وعبئاً بلا عدٍ وذقها عذاباً بلا حد.

وإن كنت عبداً للّه حقاً مؤمناً به، فأبصر صفاءً بلا حدٍ، وذق ثواباً بلا عد ونَل سعادة بلا حدٍ.


Yükleniyor...