حيث ما قبلت مرتّباً إلاّ لمدة سنتين تقريباً عندما كنت عضواً في «دار الحكمة الإسلامية» وهذا أيضاً صرفته لطبع كتبي وتوزيعها مجاناً على الناس، فرددت بضاعتهم إليهم». (244)

ودار الحكمة الإسلامية تابعة للمشيخة الإسلامية العامة للدولة العثمانية، وكانت لا تضم إلّا كبار العلماء الأفاضل، كمحمد عاكف،(∗) وإسماعيل حقي إزميرلي، وحمدي ألماليلي، وأمثالهم. (245)

[ولكن لما سئل في زمن احتلال إسطنبول:]

- لِمَ لم تستطع «دار الحكمة الإسلامية» القيام بواجبها على الوجه الأتم؟

أجاب: إن عدم قيامها بالخدمة -في الوقت الحاضر- أفضل خدمة لها، وعدم نشاطها اعظم نشاط لها، لأن قوة الأجانب الحاكمة حالياً تشد الخناق على كل حركة ونأمة ونشاط ليست في صالحها. ولقد شاهدنا أن من قاموا بنشاط أكرهوا على الدعاء للكفار ودفعوا إلى إصدار فتوى بجواز قتل المجاهدين، ففي خضم هذه العاصفة الهوجاء لم تُستغل دار الحكمة أداة طيعة، حيث قوة الأجنبي -التي هي المانع القوي لنشاطها- قد مدت الفساد وشجعته بكل قوة.

Yükleniyor...