يوماً: «لا يحل لنا هذا المال، لأنه ملك الأمة، فلِم صرفته؟ فقد عزلتك عن صرف المال، ونصبتُ نفسي بدلاً عنك».

مرت الأيام وخطر له أن يطبع ما ألّفه من رسائله الاثنتي عشرة، (241) فدفع ما ادّخره من مرتّبه إلى مصاريف الطبع ووزع الرسائل مجاناً سوى رسالة أو رسالتين. وعندما سألته: لِمَ لا يبيع مؤلفاته، قال: لا يجوز لي من هذا المرتّب إلّا حدّ الضرورة. والباقي للأمة، فأنا بدوري أعدت المال إلى أهله». (242)

«وقد صرفت كثيراً من مرتّبي الذي كنت قد قبضته وأنا في دار الحكمة الإسلامية وادخرت قليلاً منه لأداء فريضة الحج. وقد كفتني تلك النقود القليلة ببركة القناعة والاقتصاد، فلم يرق مني ماء الوجه. وما زالت بقية من تلك النقود المباركة موجودة. (243)

Yükleniyor...