مماتي في مراكز كثيرة بدلا من مركز واحد، ولو أسكت الموت لساني فستنطلق ألسنة قوية بالنطق بدلا عنى وتديم تلك الخدمة».
ويقول أيضاً: «إن خدماتي وأحداث حياتي قد أصبحت في حكم بذرة لكي تكون مبدأ لخدمة إيمانية، قد منحت العناية الإلهية منها في هذا الزمان شجرة مثمرة برسائل النور النابعة من القرآن الكريم».
وعندما تُذكر العناياتُ الربانية لدى تأليف رسائل النور في أيامها الأولى يقول: «سمعت من أحد الأولياء -قبل مدة- أنه قد استخرج من الإشارات الغيبية لأولياء سابقين ما أورثه القناعةَ بأن نورا سيظهر من جهة الشرق ويبدد ظلمات البدع. ولقد انتظرت طويلا ظهور مثل هذا النور، ومازلت منتظرا له. بيد أن الأزاهير تتفتح في الربيع، فينبغي تهيئة السبل لمثل هذه الأزاهير المقدسة.. وأدركنا أننا بخدمتنا هذه إنما نمهد هذه السبل لأولئك الكرام النوارنيين». والحمد لله تعالى، فقد تفتحت تلك الأزاهير وتسنبلت وأثمرت ثمارا نورانية وستثمر بإذن الله!
والآن لمناسبة هذه «السيرة الذاتية» ندرج أدناه ما سجله الأخَوانِ الفاضلان محمد فيضي وأمين جايجي حول حياة الأستاذ وهما اللذان لازما الأستاذ في أثناء إقامته في قسطموني إذ يقولان: «إننا نسجل قناعتنا إلى الذين يريدون أن يتعرفوا على الشخصية المعنوية لأستاذنا:
إن بديع الزمان سعيد النورسي قد نال من خزينة حقائق القرآن الكريم، حقائق عظيمة ومعارف جليلة، بحظوته بتجليات اسم الله «النور» واسم الله «الحكيم»، وأظهَرَ تلك الحقائق القرآنية إلى أنظار البشرية تحدثا بنعمة الله عليه. وقد تخلق بالأخلاق المحمدية متجاوزا برازخ النفس والهوى، حتى برز في هذا العصر مثالا فريدا مجسما لمكارم الأخلاق. فأمضى حياته حاملا همة عالية واطمئنانا راسخا وعفة تامة مع نكران ذات صادق تتحير منه العقول. كل ذلك بما وهبه المولى الكريم من صفاء قلب وتوكل كامل وقناعة تامة، فنرى البساطة الكاملة في عيشه وملبسه بل في كل حاله وطوره. حتى لا تراه يحمل ذرة من محبة الدنيا وميل إليها.
وقد حافظ على عزة العلم حفاظا تاما، ولم يعرض افتقاره لغير الله، وكان هذا أعظم دستور له في حياته، فأدبر عن الدنيا رغم إقبالها عليه. ونحن على يقين من أن هذه المحافظة والملازمة للنزاهة والعفة هي من العناية الإلهية له فما كان يأخذ صدقات وزكوات، بل يدفع
ويقول أيضاً: «إن خدماتي وأحداث حياتي قد أصبحت في حكم بذرة لكي تكون مبدأ لخدمة إيمانية، قد منحت العناية الإلهية منها في هذا الزمان شجرة مثمرة برسائل النور النابعة من القرآن الكريم».
وعندما تُذكر العناياتُ الربانية لدى تأليف رسائل النور في أيامها الأولى يقول: «سمعت من أحد الأولياء -قبل مدة- أنه قد استخرج من الإشارات الغيبية لأولياء سابقين ما أورثه القناعةَ بأن نورا سيظهر من جهة الشرق ويبدد ظلمات البدع. ولقد انتظرت طويلا ظهور مثل هذا النور، ومازلت منتظرا له. بيد أن الأزاهير تتفتح في الربيع، فينبغي تهيئة السبل لمثل هذه الأزاهير المقدسة.. وأدركنا أننا بخدمتنا هذه إنما نمهد هذه السبل لأولئك الكرام النوارنيين». والحمد لله تعالى، فقد تفتحت تلك الأزاهير وتسنبلت وأثمرت ثمارا نورانية وستثمر بإذن الله!
والآن لمناسبة هذه «السيرة الذاتية» ندرج أدناه ما سجله الأخَوانِ الفاضلان محمد فيضي وأمين جايجي حول حياة الأستاذ وهما اللذان لازما الأستاذ في أثناء إقامته في قسطموني إذ يقولان: «إننا نسجل قناعتنا إلى الذين يريدون أن يتعرفوا على الشخصية المعنوية لأستاذنا:
إن بديع الزمان سعيد النورسي قد نال من خزينة حقائق القرآن الكريم، حقائق عظيمة ومعارف جليلة، بحظوته بتجليات اسم الله «النور» واسم الله «الحكيم»، وأظهَرَ تلك الحقائق القرآنية إلى أنظار البشرية تحدثا بنعمة الله عليه. وقد تخلق بالأخلاق المحمدية متجاوزا برازخ النفس والهوى، حتى برز في هذا العصر مثالا فريدا مجسما لمكارم الأخلاق. فأمضى حياته حاملا همة عالية واطمئنانا راسخا وعفة تامة مع نكران ذات صادق تتحير منه العقول. كل ذلك بما وهبه المولى الكريم من صفاء قلب وتوكل كامل وقناعة تامة، فنرى البساطة الكاملة في عيشه وملبسه بل في كل حاله وطوره. حتى لا تراه يحمل ذرة من محبة الدنيا وميل إليها.
وقد حافظ على عزة العلم حفاظا تاما، ولم يعرض افتقاره لغير الله، وكان هذا أعظم دستور له في حياته، فأدبر عن الدنيا رغم إقبالها عليه. ونحن على يقين من أن هذه المحافظة والملازمة للنزاهة والعفة هي من العناية الإلهية له فما كان يأخذ صدقات وزكوات، بل يدفع
Yükleniyor...