«بارلا» وإلى جبل «جام» والدروس مستمرة لا تتوقف، علما بأننا نكاد لا نستوعب الدرس كله في الأيام الأولى لعدم إتقاننا اللغة العربية ولكننا كنا نستفيد ونستفيض من الدرس كمن فهمه كله، إذ كنا نستمع إلى الأستاذ وكأن على رؤوسنا الطير ونرتشف أقواله وكلامه ارتشاف الرحيق ونستسيغه استساغة الظمآن للماء العذب السلسبيل ونتنفسه تنفس الهواء العليل بعد طول تعب وعناء.. وحقا إن أرواحنا وعقولنا ولطائفنا قد استمدت دروسا كثيرة من الأستاذ فنشكر الله تعالى ونحمده حمدا لا نهاية له، وهذا من فضل ربي.
قضينا أياماً على جبل جام وعلى قمة شجرة الصنوبر التي كانت موضع تأمل الأستاذ. وبعد مضى سنتين أتى «حسني» أيضا الذي خدم رسائل النور في «أورفة» واشترك معنا في الدرس.
نعم، لا يمكنني نسيان ذكريات تلك الأيام الجميلة التي مرت مع الأستاذ، وأذكر لهذه المناسبة بأن الأستاذ كان يبقينا في صحبته أحيانا وأحيانا أخرى يرسلنا إلى أنقرة وإسطنبول وأورفة وغيرها من المدن لخدمة رسائل النور وذلك اعتبارا من سجن أفيون سنة ١٩٤٨ حتى سنة ١٩٥٠، أما بعد هذه السنة فقد أخَذَنا في معيّته واستخدَمَنا في معاونة شؤونه فحسب. وظل الأخ «عبد الله يكن» من قبل في معية الأستاذ وخدمته طوال سنتين أيضاً، وهناك آخرون ظلوا معه وفي خدمته. وقد درّسنا «كليات رسائل النور» التركية منها والعربية، وأمر بطبع «المثنوي العربي النوري» بآلة الاستنساخ -الرونيو- وإرساله إلى مختلف أنحاء العالم. فكانت الرسائل تطبع في أنقرة سنة ١٩٥٦، وتأتي المَلازِم وتُقرأ في الدروس ويتابعها الأستاذ من النسخة الأصلية التي هي بالحروف العربية ثم يأمر بمباشَرة الطبع. ثم التحقتْ إسطنبول أيضاً بفعاليات الطبع والنشر فطبعت «اللمعات، إشارات الإعجاز، المثنوي العربي النوري، عصا موسى، تاريخ الحياة، الشعاعات، وسكة التصديق الغيبي، مع عدد من الرسائل الصغيرة».
وكنا نقرأ يوميا عقب صلاة الفجر من تلك الرسائل وأحياناً بعد الصلوات الأخرى. فأسس الأستاذ بهذا أصول دراسة رسائل النور وهي التي عليها الجماعة في الوقت الحاضر.
وهكذا مرت السنوات حتى اقتربنا من سنة ١٩٦٠ فنُشرت «الملاحق» ومحاورات
قضينا أياماً على جبل جام وعلى قمة شجرة الصنوبر التي كانت موضع تأمل الأستاذ. وبعد مضى سنتين أتى «حسني» أيضا الذي خدم رسائل النور في «أورفة» واشترك معنا في الدرس.
نعم، لا يمكنني نسيان ذكريات تلك الأيام الجميلة التي مرت مع الأستاذ، وأذكر لهذه المناسبة بأن الأستاذ كان يبقينا في صحبته أحيانا وأحيانا أخرى يرسلنا إلى أنقرة وإسطنبول وأورفة وغيرها من المدن لخدمة رسائل النور وذلك اعتبارا من سجن أفيون سنة ١٩٤٨ حتى سنة ١٩٥٠، أما بعد هذه السنة فقد أخَذَنا في معيّته واستخدَمَنا في معاونة شؤونه فحسب. وظل الأخ «عبد الله يكن» من قبل في معية الأستاذ وخدمته طوال سنتين أيضاً، وهناك آخرون ظلوا معه وفي خدمته. وقد درّسنا «كليات رسائل النور» التركية منها والعربية، وأمر بطبع «المثنوي العربي النوري» بآلة الاستنساخ -الرونيو- وإرساله إلى مختلف أنحاء العالم. فكانت الرسائل تطبع في أنقرة سنة ١٩٥٦، وتأتي المَلازِم وتُقرأ في الدروس ويتابعها الأستاذ من النسخة الأصلية التي هي بالحروف العربية ثم يأمر بمباشَرة الطبع. ثم التحقتْ إسطنبول أيضاً بفعاليات الطبع والنشر فطبعت «اللمعات، إشارات الإعجاز، المثنوي العربي النوري، عصا موسى، تاريخ الحياة، الشعاعات، وسكة التصديق الغيبي، مع عدد من الرسائل الصغيرة».
وكنا نقرأ يوميا عقب صلاة الفجر من تلك الرسائل وأحياناً بعد الصلوات الأخرى. فأسس الأستاذ بهذا أصول دراسة رسائل النور وهي التي عليها الجماعة في الوقت الحاضر.
وهكذا مرت السنوات حتى اقتربنا من سنة ١٩٦٠ فنُشرت «الملاحق» ومحاورات
Yükleniyor...