الفكر الثاني: أنني استمعت إلى الوعاظ، فلم تؤثر فيّ نصائحهم ووعظهم، فتأملت في السبب، فرأيت أنه فضلاً عن قساوة قلبي هناك ثلاثة أسباب:
١- إنهم يتناسون الفرق بين الحاضر والماضي فيبالغون كثيراً في تصوير دعاويهم محاولين تزويقها دون إيراد الأدلة الكافية التي لا بد منها للتأثير وإقناع الباحث عن الحقيقة، فالزمن الحاضر أكثر حاجة إلى إيراد الأدلة.
٢- إنهم عند ترغيبهم بأمرٍ ما وترهيبهم منه يُسقطون قيمة ما هو أهم منه، فيفقدون بذلك المحافظة على الموازنة الدقيقة الموجودة في الشريعة، أي لا يميزون بين المهم والأهم.
٣- إن مطابقة الكلام لمقتضى الحال هي أرقى أنواع البلاغة، فلا بد أن يكون الكلام موافقاً لحاجات العصر، إلّا أنهم لا يتكلمون بما يناسب تشخيص علة هذا العصر، وكأنهم يسحبون الناس إلى الزمان الغابر، فيحدثونهم بلسان ذلك الزمان.
فعلى الوعاظ والمرشدين المحترمين أن يكونوا محققين ليتمكنوا من الإثبات والإقناع، وأن يكونوا أيضاً مدققين لئلا يفسدوا توازن الشريعة، وأن يكونوا بلغاء مقنعين كي يوافق كلامهم حاجات العصر، وعليهم أيضاً أن يَزنوا الأمور بموازين الشريعة.
رابعتها: قلت: إن ذهني مشوش وعاجز، وقصدت به طروء النسيان على حافظتي وشعوري بضيق في ذهني واستيحاش في طبعي.
ولما كان المجنون لا يقول أنا مجنون، فلا يكون قولي هذا دليلاً على جنوني.
وقلت أيضاً: إنني درست ثلاثة أشهر فقط بعد كتاب «الإظهار» فهذا الكلام يجلب الشك والريب من جهتين؛ فإما أنه خلاف الواقع.. بينما يصدّق به معظم أهالي كردستان، وإما أنه يومئ إلى المدح والغرور -الذي هو عنصر من عناصر الجنون رغم أنه صدق- كما تقول به أيها الطبيب.
وجوابه: هو جوابي الصائب والذي استلزم التمدح لسؤال سألنيه أحد رجال الدولة.
والآن أظن أن لديكم شكاً في صحة عقلي بعد زوال الشبهة عن شعوري. ويمكن أن يزول ذلك الريب بأدنى محاكمة عقلية؛ إذ إن رجلاً من الأكراد الجاهلين الطليقين الأحرار،
١- إنهم يتناسون الفرق بين الحاضر والماضي فيبالغون كثيراً في تصوير دعاويهم محاولين تزويقها دون إيراد الأدلة الكافية التي لا بد منها للتأثير وإقناع الباحث عن الحقيقة، فالزمن الحاضر أكثر حاجة إلى إيراد الأدلة.
٢- إنهم عند ترغيبهم بأمرٍ ما وترهيبهم منه يُسقطون قيمة ما هو أهم منه، فيفقدون بذلك المحافظة على الموازنة الدقيقة الموجودة في الشريعة، أي لا يميزون بين المهم والأهم.
٣- إن مطابقة الكلام لمقتضى الحال هي أرقى أنواع البلاغة، فلا بد أن يكون الكلام موافقاً لحاجات العصر، إلّا أنهم لا يتكلمون بما يناسب تشخيص علة هذا العصر، وكأنهم يسحبون الناس إلى الزمان الغابر، فيحدثونهم بلسان ذلك الزمان.
فعلى الوعاظ والمرشدين المحترمين أن يكونوا محققين ليتمكنوا من الإثبات والإقناع، وأن يكونوا أيضاً مدققين لئلا يفسدوا توازن الشريعة، وأن يكونوا بلغاء مقنعين كي يوافق كلامهم حاجات العصر، وعليهم أيضاً أن يَزنوا الأمور بموازين الشريعة.
رابعتها: قلت: إن ذهني مشوش وعاجز، وقصدت به طروء النسيان على حافظتي وشعوري بضيق في ذهني واستيحاش في طبعي.
ولما كان المجنون لا يقول أنا مجنون، فلا يكون قولي هذا دليلاً على جنوني.
وقلت أيضاً: إنني درست ثلاثة أشهر فقط بعد كتاب «الإظهار» فهذا الكلام يجلب الشك والريب من جهتين؛ فإما أنه خلاف الواقع.. بينما يصدّق به معظم أهالي كردستان، وإما أنه يومئ إلى المدح والغرور -الذي هو عنصر من عناصر الجنون رغم أنه صدق- كما تقول به أيها الطبيب.
وجوابه: هو جوابي الصائب والذي استلزم التمدح لسؤال سألنيه أحد رجال الدولة.
والآن أظن أن لديكم شكاً في صحة عقلي بعد زوال الشبهة عن شعوري. ويمكن أن يزول ذلك الريب بأدنى محاكمة عقلية؛ إذ إن رجلاً من الأكراد الجاهلين الطليقين الأحرار،
Yükleniyor...