والآن يقدم المترجم المحترم إحسان قاسم الصالحي هذه «السيرة الذاتية» بأسلوب متميز وبمنهج أصيل حقا، وذلك لقيامه بجمع المتون الأصلية من كلام الأستاذ نفسه والمستخلصة من كليات رسائل النور كلها ومن «تاريخ حياة الأستاذ». وبهذا تحرز هذه «السيرة الذاتية» أهمية بالغة وتضفي رونقاً جديداً وجمالاً آخر إلى بحث تاريخ حياة الأستاذ.
إن هذا الفقير إلى الله تعالى العاجز قد حظي -برحمة من الله تعالى- بنعمة ملازمة الأستاذ النورسي -مع إخوته الآخرين- لأكثر من السنين العشر الأخيرة من حياته المباركة. فباسم أولئك الإخوة وبلسانهم أحاول عرفاناً بالجميل وتحقيقاً لرغبة المترجم المحترم إحسان قاسم، أن أتناول بعض المسائل باختصار شديد حيث إن رسائل النور قد ذكرتها.
ولا بد أن نذكّر أننا لكي نستطيع أن نوفى حقّ التعبير عن أهمية رسائل النور ونقدرها حق قدرها، ينبغي التفكير في فترة تأليفها وكتابتها ونشرها أولاً:
بدأ تأليف رسائل النور بعد نفي الأستاذ النُورسي من مدينة «وان» في شرقي الأناضول، إلى «بارلا» في غربي الأناضول وذلك عقب حركة «الشيخ سعيد بيران». هذه الفترة هي بداية تنفيذ إجراءات شديدة لاستبداد مطلق، دام ربع قرن من الزمان.
نعم، إن المنظمات الإلحادية السرية كانت تستهدف إزالة الشعائر الإسلامية ورفعها الواحدة تلو الأخرى وطمس روح الإسلام في الأمة التركية التي رفعت راية الإسلام طوال ستة قرون بل منذ عهد العباسيين. ولتحقيق هدفهم هذا بدأوا بتنفيذ خطة «تنشئة جيل يقوم بنفسه بعد ثلاثين سنة بإزالة القرآن ونزعه من القلوب». وفعلاً بدأوا بتنفيذ خطتهم هذه ونجحوا في قطع روابط هذه الأمة بالإسلام وسعوا لها بشتى الوسائل.
فالقضية إذن ليست قضية جزئية موضعية، بل هي قضية كلية عامة شاملة تتعلق بإيمان الملايين من أبناء الجيل المقبل، وتتعلق بالحياة الأبدية لشعب كامل، شعب الأناضول حيث شهدت تلك الفترة تحولات رهيبة ودمارا فظيعا وعداء شرسا للإسلام والقرآن، ومسخا للتاريخ المجيد لهذه الأمة البطلة. حتى دفعت تلك المنظمات الإلحادية الجيل الناشئ -ولا سيما طلاب المدارس- إلى نسيان ماضي أجدادهم المليء بالجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، وذلك
إن هذا الفقير إلى الله تعالى العاجز قد حظي -برحمة من الله تعالى- بنعمة ملازمة الأستاذ النورسي -مع إخوته الآخرين- لأكثر من السنين العشر الأخيرة من حياته المباركة. فباسم أولئك الإخوة وبلسانهم أحاول عرفاناً بالجميل وتحقيقاً لرغبة المترجم المحترم إحسان قاسم، أن أتناول بعض المسائل باختصار شديد حيث إن رسائل النور قد ذكرتها.
ولا بد أن نذكّر أننا لكي نستطيع أن نوفى حقّ التعبير عن أهمية رسائل النور ونقدرها حق قدرها، ينبغي التفكير في فترة تأليفها وكتابتها ونشرها أولاً:
بدأ تأليف رسائل النور بعد نفي الأستاذ النُورسي من مدينة «وان» في شرقي الأناضول، إلى «بارلا» في غربي الأناضول وذلك عقب حركة «الشيخ سعيد بيران». هذه الفترة هي بداية تنفيذ إجراءات شديدة لاستبداد مطلق، دام ربع قرن من الزمان.
نعم، إن المنظمات الإلحادية السرية كانت تستهدف إزالة الشعائر الإسلامية ورفعها الواحدة تلو الأخرى وطمس روح الإسلام في الأمة التركية التي رفعت راية الإسلام طوال ستة قرون بل منذ عهد العباسيين. ولتحقيق هدفهم هذا بدأوا بتنفيذ خطة «تنشئة جيل يقوم بنفسه بعد ثلاثين سنة بإزالة القرآن ونزعه من القلوب». وفعلاً بدأوا بتنفيذ خطتهم هذه ونجحوا في قطع روابط هذه الأمة بالإسلام وسعوا لها بشتى الوسائل.
فالقضية إذن ليست قضية جزئية موضعية، بل هي قضية كلية عامة شاملة تتعلق بإيمان الملايين من أبناء الجيل المقبل، وتتعلق بالحياة الأبدية لشعب كامل، شعب الأناضول حيث شهدت تلك الفترة تحولات رهيبة ودمارا فظيعا وعداء شرسا للإسلام والقرآن، ومسخا للتاريخ المجيد لهذه الأمة البطلة. حتى دفعت تلك المنظمات الإلحادية الجيل الناشئ -ولا سيما طلاب المدارس- إلى نسيان ماضي أجدادهم المليء بالجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، وذلك
Yükleniyor...