فكان يؤكد على أورفة.

ثم جاء الأخ «طاهري» و«حسني» لكي يستلما دورهما في الخفارة. وذهبنا أنا والأخ زبير لتناول السحور حيث كنا في العشر الأواخر من رمضان المبارك..

ولقد قال الأستاذ أيضاً للأخ حسني: «تهيأوا للذهاب إلى أورفة». ولكن الأخ حسني بيّن أن إطارات السيارة لا تصلح للسفر.

وكرر الأستاذ مرة أخرى: «سنذهب إلى أورفة مهما كلف الأمر، استأجِرُوا سيارة ولو بمائتي ليرة.. أبيع جبتي إذا اقتضى الأمر».

بدأنا بتهيئة السيارة للسفر، ورأيت أن إطارات السيارة فعلاً غير صالحة، ولا يمكننا الحصول على إطارات جديدة في هذا الوقت... وعندما كنا منهمكين في تهيئة السيارة جاء الأخ طاهري مسرعاً لمعاونتنا حيث أرسله الأستاذ إلينا، وأخبرنا أن الأستاذ يطلب الإسراع في الأمر.

تهيأت السيارة، والأستاذ نفسه مستعد للسفر، وأنا كنت انتظر الإشارة من الأستاذ كي أشاركهم في السفر، إذ كان الأخ زبير يقول منذ المساء: «ليت الأخ «بايرام» يكون معنا، فيساعدنا في الطريق. فربما نجد صعوبة دونه».

لذا، لدى خروج الأستاذ من الباب سأل الأخ زبير الأخ طاهري: «هل سيأتي «بايرام» أيضاً؟»

فقال الأستاذ: «نعم، إنه سيكون معنا».

فوضعنا الأستاذ في المقعد الخلفي من السيارة بعدما فرشنا له فراشاً عليه ليجد الراحة. وجلست مع الأخ زبير في المقعد الأمامي مع السائق.

في ٢٠/ ٣/ ١٩٦٠ والساعة تشير إلى التاسعة صباحاً، كان ثمة شرطيان يراقباننا في الشارع، حيث اشتد هجوم المعارضة على الحكومة حتى أذيع في الراديو:

«على بديع الزمان سعيد النورسي البقاء في إسبارطة أو أميرداغ».

Yükleniyor...