وثلاثين سنة لكي لا يخالف السنة السنية، إنما هو ثمرة مؤامرة خبيثة ضد الوطن والشعب والإسلام والدين لحساب الفوضى والشيوعية المستترة، كذلك ضد نواب البرلمان ذوي الدين، وحتى ضد الديمقراطيين عموماً، الذين ينوون خدمة الإسلام والوطن ويحاربون التخريبات الأجنبية الرهيبة. فليحذر النواب المتدينون ولا يتركوني وحيداً في الدفاع ضد هذه المؤامرة الخبيثة.

إن خادم الحقيقة القرآنية المضحي الذي رفض الهوان ولم يقف احتراماً لقائد قوات الروس إذ مرّ أمامه قصداً ثلاث مرات، فشمخ برأسه أمام التهديد بالإعدام من أجل صون العزة الإسلامية، واستهان بتهديد بالإعدام من أجل شرف الإسلام فواجه قائد الإنكليز المحتلين لإسطنبول ومصدّري الفتاوى تحت تأثيره، بقوله في المطبوعات: «ابصقوا في وجوه الظالمين الصفيقة»، ولم يلتفت إلى غضب مصطفى كمال وسط خمسين نائباً في المجلس حين قال له: «تارك الصلاة خائن» ولم يداهن في الجواب أمام المحكمة العسكرية العرفية إذ قال: أنا مستعد للتضحية بروحي من أجل مسألة واحدة للشريعة، واختار الانزواء ثماني وعشرين سنة حتى لا يتشبه بالكفار، إن قيل له بصراحة وبخلاف القانون: «تلبس القبعة على رأسك فتشبه أحبار اليهود وقسس النصارى وتخالف إجماع علماء الإسلام أو تعاقب»، فإنه يفتدى الحقيقة القرآنية بروحه مائة مرة بلا تردد وبشهادة سيرته، ولو مزقوه إرباً إرباً وألقوه في نار كالجحيم، بله الحبس الدنيوي والعقاب والتعذيب!.

فما الحكمة في القوة المعنوية في تحمل هذا المضحي، لأشد الظلم النمرودي من أعداء الوطن والدين المستترين، وفي عدم مواجهته القوة المادية بالرد المادي التخريبي؟ فها أنا أعلن لكم ولأهل الوجدان كلهم جميعاً أن القرآن الحكيم قد علّمه ذلك لئلّا يتضرر تسعون بريئاً بسب زنادقة ملحدين نسبتهم عشرة في المائة، ومن أجل المحافظة على الأمن والنظام في الداخل بقوته كلها، ومن أجل نصب حارس في قلب كل إنسان بدروس النور. ولولا ذلك، لانتقمتُ في يوم واحد من أعدائي الذين ظلموني مدة ثمان وعشرين سنة. فتراه لا يدافع ضد من يهين عزته وكرامته حفاظاً على الأمن من أجل الأبرياء، ويقول: أنا مستعد للتضحية بحياتي الدنيوية من أجل ملة الإسلام، بل حتى بحياتي الأخروية إن لزم الأمر.

Yükleniyor...