ألف سنة ويبدد أسسها. ففي الرجاء الحادي عشر من «رسالة الشيوخ» -التي هي بين أيديكم الآن- برهان واحد من آلاف البراهين الإيمانية والتوحيدية. انظروا إليه كأنموذج، وأنعموا النظر، فستفهمون إن كانت دعواي صحيحة أو خطأ. وأيضاً، كأنموذج على مدى نفعها للوطن والشعب، لا أظن أحداً ينظر بإنصاف إلى «رسالة الاقتصاد» من أجزاء رسائل النور، والرسالة المشحونة بخمسة وعشرين دواء نابعاً من الإيمان «للمرضى» والرسالة المشحونة بستة وعشرين رجاء وسلوى نابعاً من الإيمان للشيوخ، إلا ويرى فيها خزينة ثروة ثمينة للغاية وترياقاً شافياً وضياءً نافعاً لطائفة الفقراء والمرضى والشيوخ الذين هم أزيد من نصف هذه الملة المباركة.

ثم أقول لمساعدتكم في مهمة التحقيق. إن «رسالة الفهرست» فهرست لقسم من الرسائل التي عمرها عشرون عاماً. أصل بعض رسائلها يبدأ من «دار الحكمة الإسلامية» وأيضاً الأرقام التي في «الفهرست» ليست على ترتيب التأليف؛ فمثلاً كُتِبَتْ «الكلمة الثانية والعشرون» قبل «الكلمة الأولى» و«المكتوب الثاني والعشرون» قبل «المكتوب الأول» وأمثالها كثير.

ثالثاً: إن أجزاء رسائل النور التي ليست سوى علوم إيمانية تؤسس الأمن والنظام، ذلك لأن الإيمان الذي هو منبع الخُلُق الحسن والخصال الحميدة ومنشؤها، لن يخلّ بالأمن بل يحققه ويضمنه. أما ما يخل بالأمن فهو عدم الإيمان بسوء خُلُقه وسجيته.

واعلموا أن وزير المستعمرات البريطاني قال قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً: «إننا لن نستطيع أن نحكم المسلمين حقاً مادام هذا القرآن في أيديهم، فينبغي أن نسعى لرفعه وتضييعه». إن كلام هذا الكافر العنيد حوّل نظري منذ ثلاثين سنة إلى فلاسفة أوروبا، فأنا أجاهدهم بعد جهاد نفسي، ولا ألتفت إلى ما في الداخل، إذ أرى النقص والتقصير في الداخل هو نتيجة ضلال أوروبا وإفسادها، لذا أحتدّ على فلاسفة أوروبا وألطمهم لطمات تأديب. فلله الحمد، إن رسائل النور خيبت آمال أولئك الكفار العنيدين، مثلما أسكتت تماماً الفلاسفة الماديين والطبيعيين. ولا توجد حكومة في الدنيا -مهما كان شكلها- تمنع محصولاً مباركاً لوطنها ومنجماً عظيماً لقوتها المعنوية مثل هذه الرسائل، تَدِينُ ناشرها. إن الحرية التي يتمتع

Yükleniyor...