ثم أقول لمساعدتكم في مهمة التحقيق. إن «رسالة الفهرست» فهرست لقسم من الرسائل التي عمرها عشرون عاماً. أصل بعض رسائلها يبدأ من «دار الحكمة الإسلامية» وأيضاً الأرقام التي في «الفهرست» ليست على ترتيب التأليف؛ فمثلاً كُتِبَتْ «الكلمة الثانية والعشرون» قبل «الكلمة الأولى» و«المكتوب الثاني والعشرون» قبل «المكتوب الأول» وأمثالها كثير.
ثالثاً: إن أجزاء رسائل النور التي ليست سوى علوم إيمانية تؤسس الأمن والنظام، ذلك لأن الإيمان الذي هو منبع الخُلُق الحسن والخصال الحميدة ومنشؤها، لن يخلّ بالأمن بل يحققه ويضمنه. أما ما يخل بالأمن فهو عدم الإيمان بسوء خُلُقه وسجيته.
واعلموا أن وزير المستعمرات البريطاني قال قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً: «إننا لن نستطيع أن نحكم المسلمين حقاً مادام هذا القرآن في أيديهم، فينبغي أن نسعى لرفعه وتضييعه». إن كلام هذا الكافر العنيد حوّل نظري منذ ثلاثين سنة إلى فلاسفة أوروبا، فأنا أجاهدهم بعد جهاد نفسي، ولا ألتفت إلى ما في الداخل، إذ أرى النقص والتقصير في الداخل هو نتيجة ضلال أوروبا وإفسادها، لذا أحتدّ على فلاسفة أوروبا وألطمهم لطمات تأديب. فلله الحمد، إن رسائل النور خيبت آمال أولئك الكفار العنيدين، مثلما أسكتت تماماً الفلاسفة الماديين والطبيعيين. ولا توجد حكومة في الدنيا -مهما كان شكلها- تمنع محصولاً مباركاً لوطنها ومنجماً عظيماً لقوتها المعنوية مثل هذه الرسائل، تَدِينُ ناشرها. إن الحرية التي يتمتع
Yükleniyor...