إذ هَبّ نسيم رقيق حوّل ذلك الوضع المهيب الرائع إلى أوضاع تسبيحات وذكر جذابة واهتزازات نشوة شوق وتهليل. وإذا بذلك المشهد البهيج السار يتقطر عِبَراً أمام النظر، وينفث الحكمة في السمع. وفجأة خطرت ببالي الفقرة الآتية بالكردية ل«أحمد الجزري»:

هَرْكَسْ بِتَمَاشَا.. حُسْنَاتَه زِهَرْ جَاى تَشْبِيهِ... رَانْ بِجَمَالَاتَه دِنَازِنْ (115)


أيْ لقد أتى الجميع مسرعين من كل صوب لمشاهدة حسنك، إنّهم بجمالك يتغنجون ويتدللون.

وتعبيراً عن معاني العبرة، بكى قلبي على هذه الصورة:

ياَ رَب! هَرْ حَىْ بِتَمَاشَاكه صُنْعِ تُو زِهَرْ جَاى بَتَازِى


يا رب! إنَّ كل حي، يتطلع من كل مكان، فينظرون معاً إلى حسنك، ويتأملون في روائع الأرض التي هي معرض صنعك.

زِنَشِيبُ اَزْ فِرَازِى مَانَنْدِ دَلَالَانْ بِنِدَاءِ بِآوَازِى


فهم كالدعاة الأدلاء، ينادون من كل مكان، من الأرض، ومن السماوات العلى إلى جمالك...

[إلى أن يقول:]

«رُوحَه» مِي آيَدْ اَزُو زَمْزَمَهءِ نَازُو نِيَازِى


أمَّا الروح فقد تعلمت من هذه المشاهد:

إنَّ الأشياء تتوجه إلى تجليات أسماء الصانع الجليل بالتسبيح والتهليل فهي أصوات وأصداء تضرعاتها وتوسلاتها.

قَلْب مِي خَوانْد أزِينْ آيَاتْهَا سِرِّ تَوْحِيدْ زِعُلُوِّ نَظْمِ إِعْجَازِى


أمَّا القلب فإنه يقرأُ من النظم الرفيع لهذا الإعجاز سر التوحيد في هذه الأشجار كأنها آيات مجسمات.


Yükleniyor...