والترجمة. لذا أقدِّر أنه سيكون مؤلّفاً متميزاً سيُحدث -أو ينبغي أن يُحدث- من التأثير في أوساط المثقفين والمفكرين ما هو أهله، ويلفت انتباههم بقوة إلى هذا الإمام الجليل وإلى تراثه الفكري العظيم.

أخي الحبيب!

أرجو ألّا تعتبرني فضولياً! فبحق الأخوّة التي بيننا أدعوك إلى أن تنأى بالكتاب عن أن يكون عادياً وتقليدياً. فالرجل الذي تترجم له لم يكن في يوم من الأيام عادياً أو تقليدياً في كل ما كتب وترك من تراث.

فالتأنّي التأنّي -أخي الكريم- لا تتعجل أبداً، فالكتاب الذي أتمنى من صميم قلبي أن تكتبه لا ينبغي أن يكون أكاديمياً بارداً فتقتله البرودة في مهده، صحيح إن العلمية مطلوبة والحقائق تفرض نفسها فرضاً على المؤلف، ولكن لا بد للحقيقة من أن يتناولها قلم حارٌ وإلّا ظلت باردة غير قادرة على التحريك والتحفيز. فأنت -يا عزيزي- تتناول بقلمك شخصية حارة ملتهبة، تتفجر حيوية، وتتدفق أفكاراً حارة لاهبة، فليكن قلمك مغموساً بهذا اللهب الإيماني النوراني لكي يلهب الأفكار وينير القلوب. ولربما سأكون إلى جانبك يوماً لأسهم معك في كتابة بعضٍ من فصوله...» (3)

والله نسأل أن يحقق رغبة أخي الكريم بل رغبتنا جميعاً ويهيئ لهذا العمل من هو أهل له ويوفقنا إلى حسن القصد وصحة الفهم وصواب القول وسداد العمل.

وصلِّ اللّهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.

§إحسان قاسم الصالحي>


Yükleniyor...