فلو كنا منتصرين لكنا نتعهد حماية هذه المدنية السفيهة المتمردة الغدارة المتوحشة معنىً في أرجاء آسيا».
قال أحدهم من المجلس: «لِمَ ترفض الشريعةُ هذه المدنية؟» (251)
قلت: «لأنها تأسست على خمسة أسس سلبية؛ فنقطة استنادها هي القوة، وهذه شأنها الاعتداء، وهدفها وقصدها المنفعة، وهذه شأنها التزاحم، ودستورها في الحياة الجدال والصراع، وهذا شأنه التنازع، والرابطة التي تربط المجموعات البشرية هي العنصرية والقومية السلبية التي تنمو على حساب الآخرين. وهذه شأنها التصادم، كما نراه، وخدمتها للبشرية خدمة فاتنة جذابة هي تشجيع هوى المنفعة، وإثارة النفس الأمارة، وتطمين رغباتها وتسهيل مطاليبها. وهذا الهوى شأنه إسقاط الإنسان من درجة الملائكية إلى درك الحيوانية الكلبية. وبهذا يكون سبباً لمسخ الإنسان معنوياً.
فمعظم هؤلاء المدنيين لو انقلب باطنهم بظاهرهم لوجد الخيال تجاههم صور الذئاب والدببة والحيات والقردة والخنازير.
Yükleniyor...