أيّهما أضرّ: إعدام بريء أم العفو عن عشرة جناة؟

أفلا يزيد من سبل النفاق والتفرقة تشديدُ الخناق على أرباب المسالك والفكر، علماً أنه لا يغلبهم؟

أيمكن بغير رفع المحسوبية والامتيازات حصول اتحاد الأمة الذي هو معدن حياتنا الاجتماعية؟

إذا عَدّت فرقة معينة نفسها صاحبة امتيازات على الآخرين، وألجأت الناس إلى الظهور بمظهر المخالف للمشروطية، وذلك بكثرة تعرض تلك الفرقة لهم وجرحها لمشاعرهم، فعلى من يقع الذنب لو تعرض الجميع للاستبداد العنيد المتستر تحت اسم المشروطية التي تقلدته تلك الفرقة؟

على من تقع المسؤولية فيما لو ترك بستانيّ باب البستان مفتوحاً، ودخل فيه من دخل، ثم ظهر حدوث السرقات؟

لو منحت حرية الفكر والكلام للناس، ثم حوسب شخص على كلامه أو فكره، أفلا يكون ذلك خطة مدبّرة لدفع الأمة المنكوبة إلى النار؟

نرى الجميع يعاهدون المشروطية ويقسمون بها، بينما المعاهد هو نفسه مخالف لمسمّى المشروطية أو ساكت عن مخالفيها، ألا يحتاج ذلك إلى كفّارة اليمين؟ ألا تكون الأمة إذن كاذبة؟ أفلا يعتبر إذَن الرأى العام النزيه كاذباً ومعتوهاً؟

حاصل الكلام: إن المهيمن على الوضع الحاضر استبداد شديد وتحكم صارم، وذلك من حيث الجهل المتفشي، وكأن الاستبداد والتجسس قد تناسخا روحاً. (187)

خلاصة لهذه الفترة:

«كان سعيد الشاب يتضايق فطرةً من أن يحدد شيء حركته ويقيد أسلوب حياته، ويرغبُ في أن يبقى حراً طليقاً في أطوار حياته وأسلوب معيشته بعيداً عن ضغوط الأوامر وأغلال القوانين، فكان يردد دائماً: «إنني لا أحدد حريتي بأي قانون اعتباطي».


Yükleniyor...