وأحياناً عندما كان الأستاذ يرى مملكة النمل أو يرانا نحرك حجراً وتحته مملكة النمل كان يعيد الحجر إلى مكانه ويقول: لا تقلقوا راحة هذه الحيوانات.

وعندما كان يلتقي في تجوله صيادي الأرانب والطيور يقول لهم: «لا تروعوا هذه الحيوانات ببنادقكم ولا تؤذوا غيرها».

وهكذا وبهذا الأسلوب كان ينصح الصيادين الهواة. حتى جعل الكثيرين منهم يتخلون عن الصيد.

وعندما يلتقي الرعاة في السهول الخضراء وهم يرعون حيواناتهم في مروج بين الجبال والوديان والسهول، يلاطفهم ويقول لهم: «إنكم إذا ما أديتم الصلاة في أوقاتها الخمسة خلال اليوم يصير اليوم بكامله بمثابة عبادة لكم، لأنكم برعيكم هذا تقدمون خدمة كبيرة للبشرية فإن انتفاع بني البشر من أصوافها ولحومها وألبانها هو بحكم الصدقة لكم، فلا تؤذوا إذن هذه الحيوانات البريئة النافعة».

ولم نكن نرى الأستاذ في تجواله في الفلوات فارغاً دون عمل أبداً؛ فهو إما ينشغل بقراءة «الجوشن أو دلائل النور، خلاصة الخلاصة، حزب النوري، التحميدية، السكينة، الأوراد القدسية» (94) التي كان يقرؤها كل يوم حتى أثناء تناول الشاي أحياناً. وكنا نقرأ له من رسائل النور وهو يستمع ويتأمل ويتفكر أو يصحح رسائل النور المستنسخة.

وفي تجوالنا هذا كان الأستاذ يتسلق أعالي الأشجار العالية ويفضل الصلاة على الصخور المرتفعة. وكان يقول لنا: «لو كان فيّ قوة شبابكم هذا لما نزلت من هذه الجبال».

فكان يطالع ويتدبر في آيات كتاب الكائنات الكبير دائماً.

وعندما كنا في جبل «جام» ونحتاج إلى أخشاب الأشجار فالأستاذ كان يمنعنا من قطع الأشجار كيفما اتفق بقوله: لا تقطعوا الأشجار فإنها تذكر الله وتسبحه. (95)


Yükleniyor...