في تلك الأيام قام بعض طلاب النور الجامعيين في إسطنبول بطبع رسالة «مرشد الشباب» بالحروف الجديدة (342) مما تسبّب في إقامة دعوى ضده بحجة مخالفته ل»المادة ١٦٣» في الدستور التركي؛ وهي المادة التي تحظر أي نشاط يستهدف إقامة الدولة على أسس دينية.

وقد استُدعي الأستاذ بديع الزمان إلى إسطنبول للمثول أمام محكمة الجزاء الكبرى وحدد يوم ٢٢/ ١/ ١٩٥٢م للنظر في هذه الدعوى، فتوجّه بديع الزمان إلى إسطنبول في ١٥/ ١/ ١٩٥٢. كانت هذه أول زيارة لمدينة إسطنبول بعد غيبة دامت سبعة وعشرين عاماً. ولهذا تقاطر عليه الزوار في فندق «آق شهر» ثم في فندق «رشادية».

انعقدت المحكمة في يوم ٢٢/ ١/ ١٩٥٢. وجاء الأستاذ يحف به المئات من طلبة النور.

كانت قاعة المحكمة قد امتلأت بجموع من الشعب الذين حضروا لمتابعة هذه القضية ولرؤية هذا العالم الجليل الذي شغل تركيا كل هذه السنين. كما امتلأت ممرات المحكمة، وامتد الازدحام إلى الشارع.

جلس الأستاذ في المكان المخصص للمتهمين. وبدأ الادعاء العام بقراءة تقرير الخبراء المكلفين بتدقيق رسالة «مرشد الشباب» ثم تمّ استجواب الأستاذ. كان تقرير الخبراء يقول باختصار ما يأتي:

«إن المؤلف يحاول في رسالته هذه نشر الفكرة الدينية، وإنه يحاول رسم طريق معين للشباب بوساطة هذه الأفكار، وإنه يدعو النساء إلى الاحتشام وعدم السير والتجول بملابس تكشف عن أجسامهن لأن ذلك يصادم الفطرة، ويخالف الإسلام والآداب القرآنية.

كما أن المؤلف يدعو إلى تدريس الدين وهو بذلك يؤيد إقامة نظام الدولة على أسس دينية.. الخ».

وبعد الانتهاء من قراءة صيغة الاتهام قام الأستاذ بديع الزمان للردّ على ما ورد أعلاه.


Yükleniyor...