عندما بدأ القائد العام للجيش الإنكليزي الذي احتل إسطنبول ببذر بذور الخلاف بين المسلمين حتى خدع شيخ الإسلام وبعض العلماء الآخرين وجعل أحدهم يهاجم الآخر، ووسع الخلاف بين جماعة الاتحاديين وجماعة «الائتلاف» (300) لكي يهيئ الجو لانتصار اليونانيين واندحار الحركة الملية الوطنية. قمت آنذاك بتأليف كتابي «الخطوات الست» ضد الإنكليز وضد اليونانيين، وقام السيد «أشرف أديب» (301) بطبعه ونشره، مما ساعد على إبطال مفعول الخطة الجهنمية لذلك القائد، فالذي لم يحفل بتهديد القائد الإنكليزي بإعدامه ولم يهرب إلى أنقرة مع أن حكومة أنقرة استدعته تقديراً منهم لنضاله، وفي روسيا لم يحفل بقرار الإعدام الذي أصدره القائد الروسي، واستطاع في حوادث ٣١ مارت بخطبة واحدة تهدئة ثماني كتائب هائجة من الجيش وإعادتها إلى الطاعة. وعندما قال له باشوات المحكمة العسكرية العرفية: «أنت أيضاً رجعي فقد طالبت بحكم الشريعة» لم يحفل بتهديدهم أدنى احتفاء بل أجابهم: «إذا كانت المشروطية عندكم تعني استبداد فئة معينة فليشهد الثقلان أنني رجعي، وأنا مستعد للتضحية بروحي في سبيل مسألة واحدة فقط من مسائل الشريعة مما أذهل الضباط الكبار. وبينما كان يتوقع حكم الإعدام أصدروا قرارهم بتبرئته وتخلية سبيله. ولم يشكرهم على قرارهم هذا، بل هتف وهو في طريقه للخروج «لتعش جهنم للظالمين».

وفي ديوان الرئاسة في أنقرة -كما أدرج في قرار لمحكمة أفيون- عندما قال له مصطفى كمال في غضب: «لقد دعوناك هنا لكي نستأنس بآرائك السديدة، فإذا بك تكتب أموراً حول الصلاة فبذرت الخلاف فيما بيننا» فأجابه أمام ما يقرب من خمسين نائباً: «إن أكبر مسألة بعد مسألة الإيمان هي الصلاة، ومن لا يصلي يعدّ خائناً وحكم الخائن مردود». فاضطر ذلك القائد الصارم إلى كظم غيظه وإلى إرضائه بعض الترضية.

ثم إنه لم يسجل رجال أمن الحكومة في ست ولايات أية حادثة تخل بالأمن لطلبة النور مع أنهم يعدّون بمئات الآلاف سوى حادثة صغيرة تتعلق بقيام أحد الطلبة الصغار بدفاع شرعي. ولم يسمع أحد أن طالباً من طلاب النور دخل السجن بسبب جرم أو جناية، وما


Yükleniyor...