إذ ستتناثر الأوراق وسيذهب الرواء والجمال.. وبدأت أتألم على تلك الحَوَر الجميلة، وأتحسر على سائر الأحياء التي تتجلى فيها تلك النشوة الفائقة تألماً شديداً حتى اغرورقت عيناي واحتشدت على رأسي أحزان تدفقت من الزوال والفراق تملأ هذا الستار المزركش البهيج للكائنات!.

وبينما أنا في هذه الحالة المحزنة إذا بالنور الذي أتت به الحقيقة المحمدية عليه الصلاة والسلام يغيثني -مثلما يغيث كل مؤمن ويسعفه- فبدّل تلك الأحزان والغموم التي لا حدود لها مسرات وأفراحاً لا حد لها، فبتّ في امتنان أبدي ورضى دائم من الحقيقة المحمدية التي أنقذني فيض واحد من فيوضات أنوارها غير المحدودة، فنشر ذلك الفيض السلوانَ في أرجاء نفسي وأعماق وجداني..» (258)

وجاء الأمر بنفيه إلى قضاء أميرداغ -رغم البراءة وتصديق محكمة التمييز- فسافر إليها في أغسطس/ ١٩٤٤ وظل في أحد الفنادق أسبوعين لحين إيجار غرفة له، كان يدفع إيجارها. (259)


Yükleniyor...