تفضلتم به سابقاً. فسمعاً وطاعةً. ولكن إزاء هذا السؤال العسير ليس لي الّا الالتجاء إلى العناية الإلهية والتشبث بالكرم الإلهي والاستمداد من روحانية الرسول الكريم (ص)، ذلك لأني في منتهى العجز والفقر. ولأجل أن يكون الجواب مطابقاً للحق منطبقاً على الحقيقة، أقول:

لا شك أن «الكلمات» المباركة هي لمعات من نور الكتاب المبين. وعلى الرغم من أنها تحتاج إلى إيضاح وشرح في بعض المواضع بسبب أسلوبها الرفيع، فلا نقص ولا قصور فيها بكليتها، ويمكن لكل طبقة من الناس أن تأخذ منها حظها. ويكفي لصحة قناعتنا؛ عدم قيام أحد بانتقادها لحد الآن، بل إبداء كل مشرب ومسلك الرضى عنها وبقاء الملحدين إزاءها صماً بكماً..

وها أنذا أدرج البراهين التي تمكنتُ من التفكر فيها، والتي تدل على عدم انتهاء مهمتكم:

أولاً: إن واجب العلماء هو الصدع بالحق وعدم السكوت عنه عند انتشار البدع، وقد ورد الزجر عن السكوت عن الحق في الحديث الشريف.

ثانياً: نحن مكلفون باتباع الرسول الكريم (ص)، فضرورة أداء هذه المهمة مستمرة مدى الحياة.

ثالثاً: إن هذه الخدمة ليست محصورة برأيكم، بل أنتم تُستخدمون فيها. فأنا على قناعة تامة من أن مهمة أستاذي المحترم إذا ما كمُلت فإنه تعالى يُلهم قلبه بختام مهمته. مثلما بُلّغ بختام الرسالة مبلّغ القرآن فخر العالمين، حبيب رب العالمين سيدنا محمد (ص) بالآية الكريمة:

﹛﴿اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ د۪ينَكُمْ﴾|﹜ (المائدة:٣).


رابعاً: إن عدم ورود أي نقد على «الكلمات» والسكوت عليها ليس دليلاً على أن هذا الوضع سيستمر على هذا المنوال إلى النهاية. فإنكم يا أستاذي المحترم مكلفون أولاً بالإجابة عن الهجمات المحتملة التي ستأتي عليها وأنتم ما زلتم على قيد الحياة.

خامساً: أظنكم لا تدعون الإجابات والاستيضاحات جانباً، تلك التي يرجوها من ارتبط ب«الكلمات». فإن لم يكن هناك إلّا هذا السبب، فلا يمكنكم نسيان الدنيا حتى لو أردتم ذلك.


Yükleniyor...