شخص، لم يمسوني بسوء، ولم يجدوا عليَّ حجة مادمت مستمراً في خدمة القرآن. ولكن ما إن قلت في نفسي: «ما لي وللآخرين!» وفكرت في نفسي فحسب، وانسحبت إلى جبل أرك لأنزوي في مغاراته الخربة، وأنجو بنفسي في الآخرة، إذا بهم يأخذونني من تلك المغارة (83) وينفونني من ولاية شرقية إلى أخرى غربية، إلى بوردور». (84)

فبينما كان يقضي حياته في تلك المغارة في معتكفه على جبل أرك إذا بالثورة تندلع في الولايات الشرقية، فطلب منه قائد الثورة الشيخ سعيد استغلال نفوذه لإمداد الثورة إلا أنه رفض المشاركة وكتب رسالة إليه جاء فيها:

«إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة، فالأمة التركية قد رفعت راية الإسلام وضحّت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء، لذا لا يستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للإسلام، الأمة التركية وأنا أيضاً لا أستله عليهم». (85)

[وعلى الرغم من الموقف الواضح للأستاذ النورسي من الثورة اعتقلته الحكومة مع رؤساء العشائر والمشايخ وأصحاب النفوذ في الولايات الشرقية، حتى وإن لم يكن لهم أي ضلع أو أي دور في هذه الحركة ونفتهم إلى غربي الأناضول]..

ومع هذا داهمت المفرزة العسكرية المغارة التي كان الأستاذ بديع الزمان منزوياً فيها للعبادة، وأظهر قائدها تصرفاً قاسياً وخشناً تجاه الأستاذ، وكان رد فعل الأستاذ رداً قوياً وشجاعاً، وتكهرب الجو فجأة. وسرعان ما أخذوه معهم. وبعد أن مشوا مدة أقتربَ منهم بعض طلاب الأستاذ وبعض الأهلين وتحدثوا معه باللغة المحلية «بالكردية». وتوسلوا إليه

Yükleniyor...