ولكن سقوط الدولة العثمانية التي أخذت على كاهلها خدمة الإسلام بعد العباسيين، وطوال ما يقرب من ألف سنة هزّ العالم الإسلامي هزاً عنيفاً. فأصبح أعداء الإسلام الألداء مستولين على مركز الخلافة وبدؤوا باجتثاث جذور الإسلام من الأعماق. إلّا أن القدرة الإلهية تجلت بإحسانه سبحانه وتعالى على بديع الزمان ليحمل الراية في مثل هذه الظروف الحالكة الحرجة». «فأتى أنقرة أملاً من أن يحظى بشيء لصالح الإسلام من المسؤولين فيها وليقدم معاونته لهم، إذ كما كانت حرب التحرير حرباً إيمانية لطرد الأعداء إلى خارج البلاد بعون الهي كان يأمل أن تستند الحكومة الجديدة إلى القرآن مباشرة في دفع عجلة الأمور في البلاد وتجعل وحدة العالم الإسلامي مرتكزاً لها وتظهر الحضارة الإسلامية الكامنة في حقيقة الإسلام بأجلى مظاهرها مادةً ومعنىً» ولكن «عندما وصل أنقرة واستقبل استقبالاً حافلا من قبل المسؤولين -من نواب ووزراء- والأهلين، شاهد ما لم يأمله، حيث لمس عدم الاهتمام بالدين في البرلمان وعدم اكتراثهم بالشعائر الإسلامية، فدعاهم ببيانٍ إلى ضرورة العبادة ولاسيما الصلاة ووزع البيان على أعضاء المجلس وقرأه على مصطفى كمال الجنرال كاظم قره بكر». (48)
«كان من تأثير هذا البيان أن استقام على إقامة الصلاة ستون نائباً، حتى إن الغرفة التي كانوا يؤدون فيها الصلاة لم تعد تسعهم فاتخذوا غرفة أوسع منها لإقامة الصلاة». (49)
Yükleniyor...