وهذا الطريق يختلف عما سلكه أهل السلوك في طرق الخفاء -ذات الخطوات العشر كاللطائف العشر- وفي طرق الجهر -ذات الخطوات السبع حسب النفوس السبعة- فهذا الطريق عبارة عن أربع خطوات فحسب، وهو حقيقة شرعية أكثر مما هو طريقة صوفية.
ولا يذهبن بكم سوء الفهم إلى الخطأ. فالمقصود بالعجز والفقر والتقصير إنما هو إظهار ذلك كله أمام الله سبحانه وليس إظهاره أمام الناس.
أما أوراد هذا الطريق القصير وأذكاره فتنحصر في: اتباع السنة النبوية، والعمل بالفرائض، ولا سيما إقامة الصلاة باعتدال الأركان، والعمل بالأذكار عقبها، وترك الكبائر.
أما منابع هذه الخطوات من القرآن الكريم فهي: ﹛﴿فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ﴾|﹜ (النجم:٣٢) تشير إلى الخطوة الأولى. ﹛﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ﴾|﹜ (الحشر:١٩) تشير إلى الخطوة الثانية. ﹛﴿مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِۘ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾|﹜ (النساء:٧٩) تشير إلى الخطوة الثالثة. ﹛﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾|﹜ (القصص:٨٨)، تشير إلى الخطوة الرابعة.
وفيما يلي إيضاح هذه الخطوات الأربع بإيجاز شديد:
الخطوة الأولى
كما تشير إليها الآية الكريمة ﹛﴿فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ﴾|﹜ وهي: عدم تزكية النفس. ذلك لأن الإنسان -حسب جبلّته وبمقتضى فطرته- محبٌ لنفسه بالذات، بل لا يحب إلا ذاته في المقدمة، ويضحي بكل شئ من أجل نفسه، ويمدح نفسه مدحاً لا يليق إلا بالمعبود وحده، وينزّه شخصه ويبرئ ساحة نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسه أصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما أودعه الله فيه من أجهزة لحمده سبحانه وتقديسه إلى نفسه، فيصيبه وصف الآية الكريمة: ﹛﴿مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ﴾|﹜ (الفرقان:٤٣) فيعجب بنفسه ويعتد بها.. فلا بد إذن من تزكيتها فتزكيتُها في هذه الخطوة وتطهيرها هي بعدم تزكيتها.
الخطوة الثانية
كما تلقّنه الآية الكريمة من درسِ ﹛﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ﴾|﹜ وذلك: أن الإنسان ينسى نفسه ويغفل عنها، فإذا ما فكر في الموت صرفه إلى غيره، وإذا ما
ولا يذهبن بكم سوء الفهم إلى الخطأ. فالمقصود بالعجز والفقر والتقصير إنما هو إظهار ذلك كله أمام الله سبحانه وليس إظهاره أمام الناس.
أما أوراد هذا الطريق القصير وأذكاره فتنحصر في: اتباع السنة النبوية، والعمل بالفرائض، ولا سيما إقامة الصلاة باعتدال الأركان، والعمل بالأذكار عقبها، وترك الكبائر.
أما منابع هذه الخطوات من القرآن الكريم فهي: ﹛﴿فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ﴾|﹜ (النجم:٣٢) تشير إلى الخطوة الأولى. ﹛﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ﴾|﹜ (الحشر:١٩) تشير إلى الخطوة الثانية. ﹛﴿مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِۘ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾|﹜ (النساء:٧٩) تشير إلى الخطوة الثالثة. ﹛﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾|﹜ (القصص:٨٨)، تشير إلى الخطوة الرابعة.
وفيما يلي إيضاح هذه الخطوات الأربع بإيجاز شديد:
الخطوة الأولى
كما تشير إليها الآية الكريمة ﹛﴿فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ﴾|﹜ وهي: عدم تزكية النفس. ذلك لأن الإنسان -حسب جبلّته وبمقتضى فطرته- محبٌ لنفسه بالذات، بل لا يحب إلا ذاته في المقدمة، ويضحي بكل شئ من أجل نفسه، ويمدح نفسه مدحاً لا يليق إلا بالمعبود وحده، وينزّه شخصه ويبرئ ساحة نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسه أصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما أودعه الله فيه من أجهزة لحمده سبحانه وتقديسه إلى نفسه، فيصيبه وصف الآية الكريمة: ﹛﴿مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ﴾|﹜ (الفرقان:٤٣) فيعجب بنفسه ويعتد بها.. فلا بد إذن من تزكيتها فتزكيتُها في هذه الخطوة وتطهيرها هي بعدم تزكيتها.
الخطوة الثانية
كما تلقّنه الآية الكريمة من درسِ ﹛﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ﴾|﹜ وذلك: أن الإنسان ينسى نفسه ويغفل عنها، فإذا ما فكر في الموت صرفه إلى غيره، وإذا ما
Yükleniyor...