وحسب علمي أن الأدباء يكونون متأدبين، إلّا أنني أجد بعض الصحف الخارجية خالية من الأدب وناشرة للنفاق. فإن كان هذا هو الأدب، والآراء العامة مختلطةً إلى هذا الحد، فاشهدوا أني تخليت عن هذا الأدب، فلست داخلاً فيهم أيضاً. وسأطالع الأجرام واللوحات السماوية النيرة على ذرى جبال موطني، قمة «باشيد»، بدلاً من مطالعة هذه الصحف. (166)
إنني أعترض على أساس فكر الصحف التي ظهرت بعد منتصف نيسان وذلك أنهم أوجدوا منفذاً ومبرراً للتضحية بالعزة والكرامة والطاعة العسكرية -التي هي أسمى من الحياة بل تضحى لأجلها بالحياة- في سبيل أعمال غير مشروعة، وأفعال خسيسة خادمة للحياة نفسها لدى أهل الوجدان.
ثم إنهم ظنوا أن شمس الشريعة التي تنجذب إليها الحقائق والأحوال وترتبط بها، تابعة للسلطة أو منقادة للخلافة أو أداة لأية سياسة أخرى، فأظهروا -ما اعتقدوه- أن الشمس المنيرة تابعة لنجم منخسف.
أقول بكل ما أملك من قوة: إنه لا رقيَّ لنا إلّا برقي الإسلام الذي هو مِلِيَّتُنَا، ولا رفعة لنا إلّا بتجلي حقائق الشريعة، وبخلافه نكون مصداقاً للمثل القائل: «أضاع المشيتين».
Yükleniyor...