الوهم الخامس: ربما ينفر الأجانب من هذا الاتحاد؟

الجواب: إن مَن يجد في نفسه هذا الاحتمال جاهل لا محالة، إذ يردّ هذا الاحتمال ما يلقى من خطب ومحاضرات حول الإسلام وعظمته في مراكزهم وعواصمهم.

ثم إن أعداءنا ليسوا بالأجانب. وإنما الذي أردانا إلى هذا الوضع وحال بيننا وبين إعلاء كلمة الله هو مخالفتنا للشريعة الغراء نتيجة «جهلنا» بها، و«الضرورة» -أي الفاقة الشديدة-التي أثمرت سوء الأخلاق وسوء المعاملات و«الاختلاف» الذي انتج الأغراض الشخصية والنفاق. فاتحادنا هجوم على هذه الثلاثة من الأعداء الظلمة.

أما جهل الأجانب بالإسلام في القرون الوسطى، فالإسلام مع اضطراره إلى معاداة الجهل والهمجية قد حافظ على العدالة والاستقامة معهم فلم يُرَ في التاريخ الإسلامي أمثال محاكم التفتيش. ولما قوي ساعد المدنيين في زمن التحضر هذا. فقد زال عنهم ذلك التعصب الذميم.

إن الظهور على المدنيين من منظور الدين إنما هو بالإقناع وليس بالإكراه. وبإظهار الإسلام محبوباً وسامياً لديهم وذلك بالامتثال الجميل لأوامره وإظهار الأخلاق الفاضلة. أما الإكراه والعداء، فهما تجاه وحشية الهمجيين.

الوهم السادس: أن البعض يقول: إن اتخاذ اتحاد الإسلام اتباع السنة النبوية هدفاً له يحدد من الحرية وينافي الأخذ بمتطلبات المدنية.

الجواب: المؤمن حرّ في ذاته، فالذي هو عبد لله رب العالمين لا ينبغي له أن يتذلل للناس، بمعنى أنه كلما رسخ الإيمان قويت الحرية. أما الحرية المطلقة فما هي إلّا الوحشية المطلقة بل بهيمية، وتحديد الحرية ضروري من وجهة نظر الإنسانية..

ثالثاً: إن قسماً من السفهاء والمهملين يريدون أن يظلوا أذلاء أسارى النفس الأمارة بالسوء فلا يروق لهم العيش الحر.

الحاصل: أن الحرية الخارجة عن دائرة الشرع، إنما هي استبداد أو أسرٌ بيد النفس الأمارة بالسوء، أو بهيمية أو وحشية. فليَعلم جيداً هؤلاء الزنادقةُ والمهملون للدين


Yükleniyor...