والانتظام حتى يستنطق جميع ذوي الشعور فيقولوا من إعجابهم: «بارك الله.. ما شاء الله» ويرددها بما لا يعد ولا يحصى من المرات..

فأداء تلك الوظائف على ذلك الوجه المتقن يتطلب حتما أن يكون لكل ذرة من ذرات الماء من العلم ما لألفِ ألفِ أفلاطون! ومن الحكمة والإرادة ما لألفِ ألف لقمان الحكيم!. وهذا محال في محال بعدد ذرات الماء!..

فإذن لا تتم تلك الأمور المتقنة إلّا بقدرةِ قديرٍ ذي جلال وبإرادته، وبرحمة رحمن رحيم وبحكمته.

فتلك الأحياء الصغيرة المباركة التي أَظهرت تلك المعجزات التي لا تعد ولا تحصى تردد إذن بألسنة أحوالها جميعا وبعددها الكلمة الكلية: «المباركات.. لله» .

ومن هنا فقد قال ثمرة خلق العالم رسولنا الأكرم ﷺ في ليلة المعراج متكلما باسم جميع المخلوقات:

«المباركات.. لله» ، وقدم في الحضور الإلهي جميع «المباركات» التي لا يحصرها العد، أي «إن جميع هذه الحالات اللطيفة والأوضاع البديعة، والإتقان والإبداع، التي تدفع كل ناظر إلى أن يقول من إعجابه: «بارك الله.. ما شاء الله».. جميعها خاصة لقدرة الله الجليلة وحدها».

وكذا عنصر «الهواء» وهو الثالث في دنيا كل أحد.. فإن كل ذرة من ذرات قبضة صغيرة منه، حتى لو كانت بمقدار كلمةِ «هو» تحمل في طيات وظائفِها -كمركز للاستلام والنقل- جميعَ الأدعية وجميع الصلوات وجميع التضرعات وجميع العبادات والتي تعبر عنها جميعا ب: «الصلوات» . فيصبح الهواء لسانا كليا ذاكرا بأحواله بعدد ذراته التي لا تعد ولا تحصى جميعَ تلك الكلمات وتقدمها إلى خالقها العظيم. لذا فقد قال الرسول الكريم ﷺ: «الصلوات لله» باسم جميع تلك الذرات معبرا عن ذلك المعنى الكلي، وقدّمها إلى الحق سبحانه وتعالى. أي: «إن جميع الأدعية والتضرعات التي يتضرع بها المضطرون والشكر والحمد على النعم، والعبادات والصلوات كلها خاصة لخالق كل شيء، لله وحده».

لأنه كما ذكر في البحث المذكور آنفا: إما أن ذراتِ قبضةِ هواء -بقدر كلمة «هو»- تتقن


Yükleniyor...