«الحياة» و«الشريعة» تبدوان في نظر الناس عامة وضمن متطلبات أوضاع العالم أهم تلك المسائل. ولما كان تغيير أوضاع المسائل الثلاث كلها دفعة واحدة في الأرض كافة لا يوافق سنة الله الجارية في البشرية، فإن ذلك الشخص المنتظر لو كان موجودا في الوقت الحاضر لاتخذ أعظمَ تلك المسائل وأهمها أساسا له دون المسائل الأخرى، وذلك لئلا تَفقد خدمةُ الإيمان نزاهتَها وصفاءها لدى الناس عامة، ولكي يتحقق لدى عقول عوام الناس -الذين يمكن أن يُستَغفلوا ببساطة- أن تلك الخدمة ليست أداة لأي مقصد آخر.

ثم إن معاول الهدم ومطارق التخريب تعمل منذ عشرين عاما مقترفة أشدَّ أنواع الظلم وأقسى ضروب التعسف لإفساد الأخلاق حتى ضاعت الثقة والوفاء إلى درجة لم يعد يوثق بشخص واحد من كل عشرة أشخاص، بل من كل عشرين شخصا.

فتجاه هذه الحالات المحيرة لابد من ثبات عظيم وصلابة تامة ووفاء خالص وغيرة على الإسلام تفوق كل شيء.. وبخلافه ستبقى خدمةُ الإيمان عقيمةً بائرة، وتكون ضارة. بمعنى أن أخلصَ خدمة وأسماها وأهمها وأولاها بالتوفيق هي الخدمة السامية التي يعمل فيها طلاب رسائل النور.

وعلى كل حال يكفي هذا القدر لهذه المسألة في الوقت الحاضر.

∗ ∗ ∗


[ختمة جماعية]

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

أولا: نبارك لكم ليلة الرغائب وشهر رمضان المقبل، ونسأله تعالى أن يجعل ليلة القدر خيرا لكم ولنا من ألف شهر، ويُدخلها هكذا في سجل أعمالنا.

وقد عزمنا على أن ندعو حتى العيد بهذا الدعاء: «اللهم اجعل ليلة القدر في شهر رمضان خيرا من ألف شهر لنا ولطلبة رسائل النور».

ولقد قمنا بتوزيع أجزاءِ مصحفين شريفين على كل طالب من طلاب النور الخواص هنا، بحيث يقرأ كلٌّ منهم يوميا جزءا مخصصا له. وبهذا تُختَم كل يوم -من أيام شهر رمضان


Yükleniyor...