لقد حَيَّرَنا أمرُك هذا، أنك لم ترفع بصرك إليهن قط.

قلت: أنا لا أريد أذواقا موقتة تافهة مشوّبة بالآثام، لأن عاقبتَها آلام وحسرات.

ثم إن الذين يصادقونني يعرفون جيدا أنني تحاشيت كليا عن قبول الهدايا والدخول تحت منّة المتصدقين طوال حياتي كلها، فلأجل صيانة كرامة رسائل النور والخدمة القرآنية وحفاظا على سلامتها تركت الاهتمام بكل ما يمتّ بصِلة إلى أذواق الدنيا المادية والاجتماعية والسياسية، ولم أبال بتهديدات أهل المآرب والأغراض الشخصية بل حتى بإعدامهم. وقد ظهر هذا بجلاء خلال السنوات العشرين التي قضيتها في النفي والتشريد المعذب وفي السجن الرهيب وفي المحاكم.

وفى الوقت الذي أملك هذا الدستور العظيم، والذي دام طوال خمس وسبعين سنة، وإذا بموظف يَشغل منصبا في الحكومة يُشيع فرية شنيعة لا تخطر حتى ببال الشيطان تهوينا من شأن رسائل النور الرفيعة، حيث قال: «تتردد عليه ليلاً الفاحشاتُ مع ما لذّ وطاب من المأكولات»، علما أن بابي مغلوق من الخارج ومن الداخل ليلا، وأن هناك من يسهر للصباح يراقب الباب بأمرِ ذلك الموظف الشقي. يعرف الجيرانُ والأصدقاء جيدا أنني لا أقبل أحدا للزيارة منذ العِشاء حتى الصباح.

فالذي يفتري هذه الفرية لا شك أنه سفيه وأحمق بل لا يورد هذا الاحتمال حتى لو أصبح حمارا بل حتى لو أصبح شيطانا.

فذلك الشخص المفتري قد علم خطأه فتخلى عن مثل هذه المكايد، مغادرا هذا المكان إلى غير رجعة وبئس المصير.

∗ ∗ ∗


[وظائف السيد المهدي]

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

لقد سألني -باسم الكثيرين- من له شأن وبركة من طلاب النور قائلا:

إن قسما ممن لهم شأن وإخلاص من طلاب النور يظنون بك -وبإصرار- أنك المرشد العظيم من آل البيت الذي يأتي في آخر الزمان. وأنت مهما تبالغ في تجنب هذا، فهم يزيدون


Yükleniyor...