إن هذا الزمان زمانُ إنقاذ الإيمان، ولأن هناك مشكلاتٍ في مسلك الطريقة الصوفية بالسير والسلوك وفي زمن البدع هذا، لذا تسلك دائرة النور مسلكَ الحقيقة محقِّقة فوائدَ الطريقة الصوفية.

اكتبوا هذا إلى أخينا ذاك مع سلامي ومع تهنئتي له بشهر رمضان المبارك وليدعُ لنا أيضا.

∗ ∗ ∗


[قد أغلقتُ منافذ النفس]

إخوتي الأوفياء الصادقين!

جاءني عدد من الأطباء من أركان طلاب النور، حينما اشتدت وطأة المرض عليّ، إلّا أنني لم أفاتح أولئك الصادقين المخلصين حول مرضي الشديد، ولم أتناول علاجاتهم، بل لم أشاورهم أصلاً في شؤون الأمراض التي ألمّت بي رغم أن الآلام كانت تعصرني وأنا في أمسّ الحاجة إليهم. فلما رأوني لا أدير الحديث حول المرض قطعاً، اعتراهم قلق واضطراب. لذا اضطررت إلى بيان حقيقة ذات حكمة. «من آمن بالقدر أمِنَ من الكدر» أرسلها إليكم علّها تفيدكم أيضاً.

قلت لهم: إن أعدائي المتسترين، ونفسي الأمارة بالسوء، ينقِّبان معاً -بإيحاء من الشيطان- عن طبعٍ ضعيف عندي وعِرق واهٍ في خلقي، ليستحوذوا عليه، ويُخَلُّوا بسببه بخدمتي الإيمانية المخلصة، ويعرقلوا نشر الأنوار.

حقاً! إن أضعف جانب عند الإنسان، وأخطر مانع للعمل، إنما هو المرض، لأنه إذا اهتم المريض بمرضه كثيراً اشتدت أحاسيس الجسد عليه وسيطرت حتى يجد المريض نفسه مضطراً.. فتُسكت تلك الأحاسيس الروحَ والقلب عندئدٍ وتجعل الطبيب كأنه حاكم مستبد، تلجئه إلى إطاعة توصياته وعلاجاته. وهذا هو الذي يخلّ بخدمة الإيمان المتسمة بالتضحية والفداء والإخلاص التام.

ولقد حاول أعدائي المتسترون استغلال هذا الجانب الضعيف عندي وما زالوا كذلك يحاولون، كما حاولوا استغلال طبع الخوف والطمع والشهرة إلّا أنهم لم ينالوا شيئاً من هذه النواحي، فأدركوا أننا لا نعبأ بشيء من أحكامهم حتى بإعداماتهم.

Yükleniyor...