[اعتراض ولي عظيم]

باسمه سبحانه

إخوتي الأعزاء!

حصلتُ على مؤلَّف مطبوع لسعيد القديم «المناظرات» ونظرت إليه بلهفة وإنعام نظر. فوردتْ إلى القلب هذه الفقرة الآتية:

أولاً: إن هذا المؤلَّف الذي طبع في مطبعة «أبو الضياء» سنة ١٣٢٩ (١٩١٣م) هو الدرس الذي ألقاه سعيد القديم بين عشائر الأَرتُوش ولاسيما عشائر «كَوْدَان ومَامْخُورَان»، لأجل إفهام الشورى الشرعية للعشائر فهماً صائباً وحَملِهم على قبولها، وذلك في السنة الثالثة من عهد الحرية، ولكن لم أحصل على هذا المؤلّف مع الأسف رغم بحثي عنه منذ ثلاثين سنة، إلّا أن أحدهم حصل على نسخة منه فأرسلها إليّ.

طالعت الكتاب بإمعان وبعقل سعيد القديم وبسانحات سعيد الجديد، فأدركت أن سعيداً القديم شعر بحسّ عجيب مسبَق -قبل الوقوع- الوقائعَ المادية والمعنوية التي تَحدُث الآن، فقد شعر بها قبل حوالي أربعين سنة؛ إذ إنه شاهد ما وراء ستار العشائر الكردية، الخونةَ الذين جعلوا هذا الزمان قناعاً لهم وهم الملحدون الجاهلون الحقيقيون والرجعيون الذين يحاولون تحت ستار الوطنية إرجاع هذه الأمة إلى عاداتها السابقة قبل عهد الإسلام. فتكلم سعيد القديم معهم بشدة وحاورهم بعنف.

ثانياً: قرأت الصفحات التي يبدو فيها أن بين المستمعين لدرسي ذاك وليّا عظيما -دون علمي به- فقد اعترض اعتراضاً شديداً في ذلك المقام إذ قال: «أنت تغالي وتُفرط، إذ تُظهر الخيال عينَ الحقيقة وتُهيننا بظنك أننا جهلاء، فنحن في عصر آخر الزمان والفساد يستشري وسينقلب من سيء إلى أسوأ».

وكان الجواب في الكتاب: لماذا تكون الدنيا ميدان تقدمٍ وترقٍ للجميع، وتكون لنا وحدنا ميدان تأخر وتدنٍ. فهل الأمر هكذا؟ فها أنذا آليتُ على نفسي ألّا أخاطبكم، فأدير إليكم ظهري وأتوجه بالخطاب إلى القادمين في المستقبل:


Yükleniyor...