إن اللطائف العشر لدى الإمام الرباني هي: القلب، الروح، السر، الخفي، الأخفى، ولكل عنصر من العناصر الأربعة في الإنسان لطيفة إنسانية بما يناسب ذلك العنصر. وقد بحث إجمالا عن رقي كل لطيفة من تلك اللطائف وأحوالها في كل مرتبة من المراتب أثناء السير والسلوك.

إنني أرى أن في الماهية الإنسانية الجامعة، وفي استعداداتها الحياتية، لطائفَ كثيرة، ولكن اشتهرت عشرة منها. وقد اتخذ الحكماء والعلماء الظاهريون تلك اللطائف العشر أيضا وبصورة أخرى أساسا لحكمتهم، كالحواس الخمس الظاهرة والخمس الباطنة كنوافذ تلك اللطائف العشر أو نماذجها.

وللطائف العشر الإنسانية علاقة مع اللطائف العشر لدى أهل التصوف -كما هو متعارف بين العوام- فمثلا: الوجدان، الأعصاب، الحس، العقل، الهوى، القوة الشهوية، القوة الغضبية وأمثالها من اللطائف إذا أضيفت إلى القلب والروح والسر تظهر اللطائف العشر في صورة أخرى.

وهناك لطائف كثيرة غير هذه المذكورة، كالسائقة والشائقة والحس المسبق -قبل الوقوع-. فلو كتبتُ الحقيقة حول هذه المسألة، لطالت. لذا اضطررت إلى الاقتضاب لضيق الوقت.

∗ ∗ ∗


[المعنى الحرفي والاسمي]

أما سؤالك الثاني:

إذا نظرت إلى المرآة من حيث إنها زجاجة، فأنت ترى مادتها الزجاجية، وتكون الصورة المتمثِّلة فيها شيئا ثانويا، بينما إن كان القصد من النظر إلى المرآة رؤية الصورة المتمثّلة فيها، فالصورة تتوضح أمامك حتى تدفعك إلى القول: ﹛﴿ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَحْسَنُ الْخَالِق۪ينَ ﴾|﹜ (المؤمنون:١٤) بينما يبقى زجاج المرآة أمرا ثانويا.

فالنظرة الأولى تمثل «المعنى الاسمي» أي: إن زجاجة المرآة معنى مقصوداً، وصورة الشخص المتمثلة فيها «معنى حرفياً» غير مقصود.

Yükleniyor...