بمثابة ثمانين سنة من العبادة لكل طالب من طلاب النور ونستشفع بحقيقة تلك الليلة في دعواتنا هذه.

∗ ∗ ∗


[حول النظر الحرام]

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

لقد حان وقت تبيان حادثة عجيبة لحياتي، ومؤلمة ولطيفة، وفى الوقت نفسه نبيّن ما يبثه الأعداء من افتراء شنيع لا يمكن أن يُقنع الشيطانُ نفسُه أحدا قط، مما يتوضح كيف أن الأعداء لم يبق لديهم أي سلاح كان تجاه النور.

إنه من المعلوم لدى المطلعين على تاريخ حياتي أنني مكثت سنتين في مضيف الوالي المرحوم «عمر باشا» في بتليس بناء على إصراره الشديد ولفرط احترامه للعلم والعلماء.. كان له من البنات ست؛ ثلاث منهن صغيرات وثلاث بالغات كبيرات.. ومع أني كنت أعيش معهم في سكن واحد طوال سنتين إلّا أنني لم أكن أميّز بين الثلاث الكبيرات؛ إذ لم أكن أسدد النظر إليهن كي أعرفهن وأميّز بينهن. حتى نزل أحد العلماء يوماً ضيفاً عليّ، فعرفهن في ظرف يومين فقط وميّز بينهن، فأخذت الحيرة الذين من حولي، لعدم معرفتي إياهن. وبدؤوا بالاستفسار: «لماذا لا تنظر إليهن؟». فكنت أجيبهم: «صونُ عزة العلم يمنعني من النظر الحرام».

وفي أحد المهرجانات المقامة في إسطنبول، قبل أربعين سنة، كان الازدحام على أشده... اصطفت ألوفٌ من نساء إسطنبول ومن الروم والأرمن الكاسيات العاريات على طرفَي الخليج (الذي يقسم جانب إسطنبول إلى قسمين).

ركبت مع السيد طه والسيد إلياس (وهما عضوا المجلس النيابي) في قارب لينقلنا إلى نهاية الخليج حيث الاحتفالات تقام هناك.

كان القارب يمر من أمام أولئك النساء، ولم يكن لي علم أصلا من أن الملّا طه والحاج إلياس قد اتفقا على مراقبتي بالتناوب واختباري في النظر إلى النساء، حتى اعترفا بذلك بعد ساعة كاملة من التجوال في القارب وبين أولئك النساء قائلَين:


Yükleniyor...