أن وظيفتنا العمل للإيمان والقرآن بإخلاص؛ أما إحرازُ التوفيق وحمل الناس على القبول ودفع المعارضين، فهو مما يتولاه الله سبحانه. نحن لا نتدخل فيما هو موكول إلى الله، حتى إذا غُلبنا فلا يؤثر هذا في قوانا المعنوية وخدماتنا. وينبغي القياس وفق هذه النقطة. فقد قيل لجلال الدين خوارزم شاه -وهو القائد العظيم في عهده-: ستنتصر على جنكيز خان، فقال: إن مهمّتنا الجهادُ، أما جَعلُنا غالبين أو مغلوبين فهذا ما يتولاه الله سبحانه، ولا أتدخل أنا فيه.

فأنتم يا إخوتي قد اقتديتم بهذا البطل، فتستمرون في العمل بإخلاص دون أن ينال منكم الضعفُ والوهن شيئا.

∗ ∗ ∗


[لا وسط بين الكفر والإيمان]

إنه لا وسط بين الكفر والإيمان، ففي هذه البلاد وتجاه مكافحة الشيوعية فليس هناك غير الإسلام؛ وليس هناك وسط. لأن التقسيم إلى يمين ويسار ووسط، يقتضي ثلاثة مسالك. وهذا قد يَصدُق لدى الإنكليز والفرنسيين، إذ يمكنهم أن يقولوا اليمين الإسلام، واليسار الشيوعية، والوسط النصرانية. إلّا أن الذي يجابه الشيوعية -في هذه البلاد- ليس إلّا الإيمان والإسلام. فليس هناك دين ومذهب آخر يجابهها إلّا التحلل من الدين والدخول في الشيوعية، لأن المسلم الحقيقي لا يتنصّر ولا يتهوّد، بل -إذا خلع دينه- يكون ملحدا فوضويا إرهابيا.

وكما أدرك وزيرُ المعارف والعدل هذه الحقيقةَ سيدركها بإذن الله سائرُ الأركان في الحكومة حق فهمها، فيحاولون الاستناد إلى قوة الحق والحقيقة والقرآن والإيمان بدلا من اليمين واليسار، وينقذون بإذنه تعالى هذا الوطن من الكفر المطلق والزندقة ومن دمارهم الرهيب. فنحن نتضرع إليه تعالى بكل كياننا أن يوفقوا في ذلك.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...