وبدوري سأشرك الطلاب في دعواتي وحسناتي المعنوية، بل ربما أدعو لكم في اليوم أكثر من مائة مرة باسم طلاب النور، بشرط الالتزام بالإيمان والوفاء، وذلك دستور الاشتراك في الأعمال الأخروية.

∗ ∗ ∗


[ترك فضول النفس]

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

لمناسبة مجيء فرقة من الجيش إلى هذه الجهات أمس قال لي أمين: إن صلة روسيا قد انقطعت عن القفقاس. علما أنني لم أكن أعرف استمرار الروس في الحرب ولم أرغب في معرفته. فقطعتُ عليه الكلام. إلّا أن قلبي أظهر اهتماما بالموضوع.

وفي هذا اليوم عند ما كنت في الصلاة وفي الأذكار التي أعقبتْها، ورد إلى القلب معنىً؛ أن الصراع الدائر في الكرة الأرضية بين التيارات المتحاربة ستميل إحداها إلى الإسلام والقرآن ورسائل النور وإلى مسلكنا لا محالة. فينبغي النظر إليه من هذه الزاوية. وعلى الرغم من أن الأسباب الداعية إلى عدم النظر إليه -والتي كتبتها في رسالتين سابقتين- كافية للقلب والعقل، إلّا أنها لا تُشبع النفس المتلهفة للحوادث.

وخطر على القلب في الأذكار نفسها، أن سببه المهم هو تنبّهُ شعور الانحياز عند النظر إليه، حيث إن نظر المنحاز كليلٌ عن ذنوب من يميل إليه. فيرضى بظلمه بل قد يبتهج ويفرح ويرحّب به. والحال «كما أن الرضا بالكفر كفر كذلك الرضا بالظلم ظلم». فلاشك أن في هذا الصراع القائم على الكرة الأرضية مظالمَ ودمارا تبكي من هوله السماواتُ، إذ تَضيع وتفنى حقوقُ كثير من الأبرياء والمظلومين، لأن دستور المدنية الدنيّة الظالم هو: أنه يُضحَّى بالفرد لأجل الجماعة، ولا يُنظر إلى الحقوق الجزئية من أجل سلامة الأمة. وقد فتح هذا الدستورُ ميدانَ مظالمَ شنيعةٍ لم يُر مثلها حتى في القرون الأولى. بينما العدالة الحقيقية للقرآن المبين أنه لا يُفدى بحق الفرد لأجل الحفاظ على الجماعة، فالحق حق، لا ينظر إلى كثيره وقليله.

فهذا هو القانون السماوي والعدالة الحقة. لذا فالذين ينشغلون بحقائق القرآن كطلاب


Yükleniyor...