[حول الاسم الأعظم]

باسمه

﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخي العزيز الوفي السيد رأفت!

أنتم تتابعون الرسائل وتستنسخونها، كما كنت آمل، فبارك الله فيكم. إن سعيا قليلا من أمثالكم بمثابة الكثير، لأن الكثيرين يقلّدونكم لثقتهم بكم. ولقد غدت ديارُ الغربة هذه في حكم موطني الأصلي، لوجداني فيها إخوانا نشطين جادين مثلكم. بل أنستني موطني الأصلي.

إن مصدر علو المؤلفات ومعدنها السامي ومنبع رفعتها بعد القرآن الكريم هو وجود مخاطبين يدركونها حق الإدراك ويشتاقون إليها اشتياقا جادا. فلئن شكرتم الله لوجدانكم إياي مرة واحدة فأنا أشكره سبحانه ألف مرة لوجداني إياكم.

تسألون في رسائلكم عن الاسم الأعظم. إن الاسم الأعظم مخفي، مثلما الأجل مخفي في العمر، وليلة القدر في شهر رمضان. واستتارُ الاسم الأعظم ضمن الأسماء الحسنى فيه حِكَم كثيرة. ومن حيث زاوية نظري أن الاسم الأعظم الحقيقي مخفي. يُعرّف به الخواص. ولكن لكل اسم مرتبة عظمى بحيث تكون بمثابة الاسم الأعظم.

فتبايُن وجدان الأولياء للاسم الأعظم نابع من هذا السر الدقيق. فالاسم الأعظم للإمام علي رضي الله عنه ستة أسماء، كما ذكر في أرجوزته الواردة في كتاب «مجموعة الأحزاب». (14) وقد بيّن الإمام الغزالي مزايا ما ذكره الإمام علي رضي الله عنه من الاسم الأعظم وتلك الأسماء الستة المحيطة به، وشرحها في كتابه «جُنة الأسماء» وتلك الأسماء الستة هي: فرد، حيّ، قيوم، حكم، عدل، قدوس..

الباقي هو الباقي

§أخوكم>

§سعيد النورسي>


Yükleniyor...