والقسم الثالث: هم المرضى والشيوخ المحتاجون إلى رسائل النور -ولو بصورة غير فطرية- كحاجتهم إلى الخبز والدواء. وذلك لأن رسائل النور توضح لهم الحياة الباقية وضوحَ الشمس في رابعة النهار، فضلا عن بيانها ماهية الحياة الدنيا من حيث فنائها. فالذين تأذّت حياتهم الدنيوية بالمرض أو بالشيخوخة، والذين يظنون الموتَ إعداما أبديا، بما أحاطت بهم من غفلة وضلالة.. فهؤلاء جميعا بحاجة إلى رسائل النور لِمَا يجدون فيها من السلوان والعزاء ونور الرجاء، حتى يُفضَّل لديهم المرضُ والشيخوخة، على الصحة والشباب.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


[نجاهد بنور القرآن]

إخواني الأعزاء الصدّيقين!

إن في موسم الصيف هذا، وفي زمن الغفلة هذا، وفي فترة الانشغال بهموم العيش، وفي أوان نيل الثواب الكبير من العبادات التي تؤدّى في هذه الشهور الثلاثة، والصراع السياسي العاصف الذي يعصف في أرجاء الأرض كافة، دونه الصراع بالسلاح.. في هذه الأثناء إن لم تكن هناك صلابةٌ في منتهى القوة وثباتٌ راسخ على أداء وظيفة النور المقدسة فسوف يعتري فتورٌ وتعطُّلٌ وتوقفٌ في العمل. مما هو ليس بصالح رسائل النور.

إخوتي الأعزاء!

اعلموا يقينا أن الوظيفة التي ينشغل بها طلاب رسائل النور مسألةٌ أجلّ وأعظم من أعظم مسائل الكرة الأرضية قاطبة، فلا تفتروا في مهمتكم الباقية، ملتفتين إلى مسائل دنيوية مثيرة للاهتمام، اقرأوا كثيرا «المسالة الرابعة» من رسالة «الثمرة» كيلا تخور عزائمُكم وتضعف قوتُكم المعنوية.

نعم، إن جميع المسائل العظمى التي ينهمك بها أهلُ الدنيا إنما تدور ضمن الدستور الظالم: دستورِ الجدال والصراع وفي نطاق الحياة الفانية، بأبشع صورها وأظلمها حتى يضحّى


Yükleniyor...