الظروف الدقيقة في هذه المرحلة، ورغم القوانين الاعتباطية، ورغم العناد الشديد، وطوال هذه المدة المديدة، لم يتمكنوا أن يلحقوا الضرر بطلاب النور إلّا بنسبةِ واحد في المائة.

فعلى الرغم من خططهم الرهيبة لإشغال ستمائة طالب من طلاب النور النشطين بالمحاكم المتتالية، لم يتمكنوا إلّا على ستة من الطلاب. حتى لم تجد خمس وعشرون محكمة من محاكم العدل شيئا ما في الألوف من رسائل النور وفى الألوف من طلاب النور -كما ذكره بطل النور- خلال تحقيقاتها المتوالية. بل الدليل القاطع على ذلك هو قول الكثير من دوائر العدل أنه: لا ذنب في رسائل النور ولا نجده فيها.

فضلا عن أنني قد تكلمت في كل من محكمة إسطنبول وأفيوُن وأمثالها بما يناقض قوانينهم -التي يمكن استعمالها لأغراض سيئة-، ولم يستطيعوا أن يدينوني.

علاوة على أن رسائل النور التي حطمت القوانين الجائرة للمدنية الأوروبية لم يجدوا فيها ذنبا قط، مما يبين بوضوح أن حقائق رسائل النور قد حملت دوائر العدل على الإنصاف، بظهورها وتغلبها على معارضيها. فالعناية الإلهية تضم رسائلَ النور تحت جناحها، وكيف لا وهى معجزة من معجزات القرآن الكريم. أما هجوم المعارضين والمخالفين عليها، فيكون بإذن الله وسيلة لسطوع رسائل النور وسببا لانتشارها.

∗ ∗ ∗


[مع ضباط الأمن]

يقول أستاذنا:

لم يقابلني أحد من مسؤولي الحكومة خلال ثمان وعشرين سنة إلّا وضايقني، ماخلا ضباط الأمن (المباحث) فإنهم لم يضايقوني قطعا، فضلا عن أن بعضهم تصرَّف معي تصرف مدافع وحامٍ. والآن أوضح حكمة هذا التصرف منهم:

لقد تحقق أن رسائل النور وطلابها هم كأفرادِ أمن معنويين، يحاولون الحفاظ على الأمن والنظام في البلاد عن عقيدةٍ، وقد نصبوا حارسا في كل قلبٍ مؤمن بإرشاداتهم ونصائحهم، وشعر ضباط الأمن بهذا شعورا معنويا، فأظهروا لنا في كل وقت وجه الصداقةَ. وسر هذا هو الآتي:

Yükleniyor...