إنسانية، والأخرى: روح حيوانية، يقول: «إن المعرضة للموت هي الروح الحيوانية وحدها؛ أما الإنسانية فليست مخلوقة، وليست بينها وبين الله نسبة ولا سبب. فقد استقلت بذاتها وليست قائمة بالجسد». ما سبب قوله هذا وما إيضاحه؟

الجواب: إن قول سعد الدين التفتازاني «الروح الإنسانية ليست مخلوقة»: يعني أن ماهية الروح قانون أمري ذو حياة ومرآة ذات شعور لاسم الله الحي، وجلوة ذات جوهر من تجليات الحياة السرمدية، وذلك مضمون قوله تعالى: ﹛﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ اَمْرِ رَبّ۪ي ﴾|﹜ (الإسراء:٨٥). لذا فهي مجعولة. ومن هذه الجهة لا يقال: إنها مخلوقة. وقد قال السعد في المقاصد وفى شرح المقاصد موافقا لجميع علماء الإسلام المحققين ومنسجما مع نصوص الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة: «إن قانون الأمر ذاك قد أُلبس وجودا خارجيا، فهي مخلوقة وحادثة كسائر المخلوقات». وجميع آثاره شاهدة على عدم قوله بأزلية الروح.

أما قوله: «ليست بينها وبين الله نسبة» فهو إشارة إلى ردِّ مذهبٍ باطل كالحلول. فروح الحيوانات كذلك باقية، وتفنى أجسامُها وحدها في القيامة. بينما الموت ليس فناءً بل هو انقطاع العلاقة.. أما قوله: «ولا سبب» فإشارة إلى خلق الروح مباشرة دون توسط الأسباب، كما جاء في مناجاة عزرائيل عليه السلام في قبض الأرواح.. أما قوله: «استقلت بذاتها» فإن الجسد يستند إلى الروح فيبقى قائما؛ بينما الروح قائمة بذاتها -كما ذكر في إثبات بقاء الروح- فإذا ما دُمّر الجسد تكون الروحُ حرة أكثر وتحلّق إلى السماء كالملاك، وهو إشارة إلى ردّ مذهب باطل.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...