نصارى من الروحانيين الحقيقيين في تلك الدائرة، لما يشعرون بضرورة الترابط والمصالحة، طارحين مواد المناقشة والمنازعة جانبا.

بمعنى أن رسائل النور التي أخبر عنها الإمام علي رضي الله عنه بإشارات تبلغ حوالي الأربعين وبدرجة الصراحة أحيانا، هي ضماد لجروح هذا الزمان. ولهذا كفتنا تلك الدائرة فلا نخرج منها.

إن التعرض لشخص سيدنا علي كرم الله وجهه، ونقدَ حياته وسياسته الجارية على العدالة المحضة شيء، والتعرض لشخصيته المعنوية ونقدَ كمالاته العلمية ومقامِ ولايته ووراثته للنبوة، التي تفوق ألوف المرات شخصيته الظاهرية وحياته الدنيوية وسياسته الاجتماعية شيء آخر، وأَنَّى لأحد الدنو من التعرض لها أو نقدها. بل لم يرد ذلك قطعا ولن يرد.

ومن هنا يبدو رهيبا جدا تعرُّضُ الذين يحاولون الجمع بين الجهتين معا، حيث يورث الحيرة والدهشة في صفوف أهل الإيمان من أنه: هل يمكن أن تحدث فتنة كهذه بين أهل الإيمان؟ علما أنه عدا أشخاصٍ تافهين خبيثين كيزيد والوليد، فإن القسم الأعظم ممن تعرضوا للإمام علي رضي الله عنه تعرضوا لإدارته الخاصة ولحياته الإنسانية الاجتماعية، فأخطأوا، وليس لكمالاته وكراماته ووراثته للنبوة.

إن من الضروري تركَ العداء الصغير الطفيف الداخلي لدى هجوم الأعداء الضخام الخارجيين. إذ بخلاف ذلك سيكون الأمر في حكم العون للعدو الكبير الخارجي.

ولهذا فعلى المنحازين من المسلمين إلى جهة من الجهات ضمن دائرة الإسلام أن يتناسوا تلك العداوات الداخلية موقتا، كما تقتضيه مصلحة الإسلام.

∗ ∗ ∗


[رسالة إلى سكرتير حزب الشعب الجمهوري]

حضرة السيد حلمي أوران!

وزير الداخلية السابق وسكرتير حزب «الشعب الجمهوري» (14) حالياً:

Yükleniyor...