§١٨/ ١/ ١٩٥٨>

[اتخاذ البيت مدرسة نورية]

باسمه سبحانه

﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما...

إخوتي الأعزاء الأوفياء، ويا طلاب النور لمدرسة الزهراء المعنوية!

عندما قدمت إلى إسبارطة طرق سمعي أنه ستفتح مدرسة الوعظ والخطابة والإمامة فيها. فخطر على القلب: فتحُ مدرسة نورية في الأماكن المجاورة من تلك المدرسة، وذلك لجعلها نوعا من مدرسة نورية، إذ إن معظم الذين سيسجلون فيها هم من طلاب النور.

وقد فُهم من مجيء الرجال والنساء زرافاتٍ ووحدانا إلى إسبارطة بعد يومين من مجيئي إليها، وبعد إشاعة الخبر وكأنني سأُلقي درسا عاما للناس، أنه لو فتحت مدرسة نورية شبه رسمية عامة فستكون مكتظة ومزدحمة لتوافد الناس إليها كما توافدوا لمشاهدتنا عند ذهابنا إلى محكمة أفيوُن. ولاحتمال حدوث أمثال هذه التجمعات التي لا معنى لها تركتُ تلك الخاطرة. ولكن خطرت هذه الحقيقة على القلب:

ليحوّل كلُّ شخص بيتَه إلى مدرسة نورية يتدارسون فيها مع أطفاله وأهل بيته، وإن لم يكن له أحد وكان وحيدا فليتخذ مع بضع أفراد من جيرانه أحدَ المساكن مدرسة نورية يتدارسون فيه رسائل النور أو يستمعون لها أو يستنسخونها، وذلك في الأوقات التي يتفرغون فيها عن أعمالهم ومشاغلهم، إذ الانشغال بهذه الرسائل ولو لعشر دقائق يثيب صاحبَه ثواب طالب علم حقيقي، فضلا عن كسبه ثواب خمسة أنوار من العبادات المذكورة في رسالة الإخلاص، علاوة على تحول عاداته ومعاملاته الاعتيادية لمتطلبات معيشته عبادة يُثاب عليها، كما هي الحال لدى طالب العلم. هكذا ورد إلى القلب وأنا بدوري أبيّنه لإخوتي.

الباقي هو الباقي

§أخوكم المريض>

§سعيد النورسي>

Yükleniyor...