فما دامت الحياة وما تتطلبها من أمور لم تُمنح لك للتمليك بل للإباحة، فما عليك إلّا العمل وفق دستور الإباحة، أي بمثل المُضيّف يستضيف ضيوفا ويبيح لهم الانتفاع مما وضع أمامهم في المجلس من دون تملك لها، إذ قاعدة الإباحة والضيافة هي التصرف ضمن رضى المضيّف. فلا يمكن الإسراف فيما أُبيح للضيف ولا إكرامُ أحدٍ بشيء منه ولا التصرف فيه ولا تضييعه والعبث به، إذ لو كان تمليكا لكان يستطيع أن يتصرف فيه وفق رغباته وأهوائه.
فمثلَ هذا تماما؛ لا يجوز الانتحار وإنهاء الحياة التي وهبها لك الله سبحانه إباحةً، ولا يمكنك أن تفقأ عينك أي تفقأها معنىً باختلاس النظر إلى محرمات لا يرضى بها أصحابها. وكذا الأذن واللسان والأنف وما شابهها من الجوارح والحواس والأجهزة لا يمكن قتلها معنىً بالولوج في الحرام. فينبغي التصرف في جميع النعم في الدنيا وفق شريعة المُضيف الكريم.
§سعيد النورسي>
إنذار نهائي إلى مفتى «أكريدر»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدير معكم محاورة، لكونكم صديقا قديما وزميلا في العلم.
إنني أخبركم عن مصيبة دينية عظمية تتعلق بكلينا، فلنسع معا لدرء هذه المصيبة ورفعِها. وهي كالآتي:
في الوقت الذي ينبغي أن يكون شخصكم الكريم أكثر اهتماما وأزيد تأييدا لعملنا للقرآن والإيمان وأسبق الناس في الذود عنه؛ نراكم مع الأسف تنظرون إلينا نظرة باردة تنطوي على روح المنافس، حتى اتخذتم منا موقف المنحاز المناوئ، لأسباب مجهولة. بل سعيتم في تعيين ابنكم مديرا في هذه القرية (21) ومن ثم إيجاد مؤازرين وأصدقاء له، مما آل الأمر إلى حالة ترتعد فرائصي بدلا منكم كلما فكرت في ماهيتها. وذلك لأنكم السبب والمسؤول عن الخطايا والآثام الناشئة من هذه الحالة، وذلك وفق قاعدة: «السبب كالفاعل» .
فكما لا يتحول السم إلى ترياق بمجرد التسمية كذلك إطلاق أيّ اسم كان على أوضاع هيئة تُضمر روح الزندقة وتهيئ الأمور للإلحاد، لا يغير من الأمر شيئا. فليطلق عليها أي اسم
فمثلَ هذا تماما؛ لا يجوز الانتحار وإنهاء الحياة التي وهبها لك الله سبحانه إباحةً، ولا يمكنك أن تفقأ عينك أي تفقأها معنىً باختلاس النظر إلى محرمات لا يرضى بها أصحابها. وكذا الأذن واللسان والأنف وما شابهها من الجوارح والحواس والأجهزة لا يمكن قتلها معنىً بالولوج في الحرام. فينبغي التصرف في جميع النعم في الدنيا وفق شريعة المُضيف الكريم.
§سعيد النورسي>
إنذار نهائي إلى مفتى «أكريدر»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدير معكم محاورة، لكونكم صديقا قديما وزميلا في العلم.
إنني أخبركم عن مصيبة دينية عظمية تتعلق بكلينا، فلنسع معا لدرء هذه المصيبة ورفعِها. وهي كالآتي:
في الوقت الذي ينبغي أن يكون شخصكم الكريم أكثر اهتماما وأزيد تأييدا لعملنا للقرآن والإيمان وأسبق الناس في الذود عنه؛ نراكم مع الأسف تنظرون إلينا نظرة باردة تنطوي على روح المنافس، حتى اتخذتم منا موقف المنحاز المناوئ، لأسباب مجهولة. بل سعيتم في تعيين ابنكم مديرا في هذه القرية (21) ومن ثم إيجاد مؤازرين وأصدقاء له، مما آل الأمر إلى حالة ترتعد فرائصي بدلا منكم كلما فكرت في ماهيتها. وذلك لأنكم السبب والمسؤول عن الخطايا والآثام الناشئة من هذه الحالة، وذلك وفق قاعدة: «السبب كالفاعل» .
فكما لا يتحول السم إلى ترياق بمجرد التسمية كذلك إطلاق أيّ اسم كان على أوضاع هيئة تُضمر روح الزندقة وتهيئ الأمور للإلحاد، لا يغير من الأمر شيئا. فليطلق عليها أي اسم
Yükleniyor...