التوافق في حكم دلالة صريحة، وأنه حصل بقصد وبإرادة، ووجد لأجل مقصد معين، فلا احتمال فيه للمصادفة.

∗ ∗ ∗


[حاجة الفطرة]

إخوتي الأعزاء الصديقين!

إن الأطفال الأبرياء هم في مقدمة الذين سيكونون طلابا حقيقيين لرسائل النور، وذلك وفق ما تقتضيه فطرتهم وتتطلبه الأوضاع الراهنة. لأن الطفل الذي لم يتلق في صغره درسا إيمانيا قويا، يصعب عليه بعد ذلك أن يَقرّ في روحه أركانُ الإيمان والإسلام، بل يكون ذلك عسيرا عليه، شأنه شأن تقبُّل غير المسلم الإسلام، بل يستغرب من الإسلام أكثر منه، ولا سيما إن لم ير والدَيه على دين وتقوى، وربّى ذهنَه بالعلوم الدنيوية وحدها.

ففي هذه الحالة، يستثقل ذلك الطفلُ والديه بدل أن يبرّ بهما، ويكون بلاء عليهما، ويترقب موتَهما! أما في الآخرة فلا يكون شفيعا لهما، بل مدّعيا عليهما قائلا: «لِمَ لَمْ تنقذوا إيماني بتربيتي على الإسلام؟».

فبناء على هذه الحقيقة:

فإن أسعد الأطفال هم أولاء الذين دخلوا ضمن دائرة رسائل النور، فيكونون أبناءً برَرة للوالدين وخداما أُمناء لهم، يقومون بين يديهم بالاحترام والتوقير اللائقَين بهما، ويسجلون بأعمالهم الصالحة حسناتٍ في سجل حسنات والدَيهم بعد وفاتهم.. وفي الآخرة يكونون لهما شفعاء، كل حسب درجته.

إن القسم الثاني من طلاب النور: هم النساء اللائي يشعرن بحاجتهن إلى رسائل النور في فطرتهن. ولاسيما من كان لهن شيء من التجافي عن الدنيا، وربما العزوف كليا عنها، حيث قد بلغن من العمر مبلغا.

فرسائل النور تكون لهنّ غذاء معنويا؛ لأن إحدى أسس رسائل النور، «الشفقة» التي هي من مظاهر اسم الله «الرحيم» وهي الخميرة والجوهر الخاص المغروز في فطرة النساء وميزتهن الأصيلة.


Yükleniyor...