الذي هو أعظم قوتنا -بعد الإخلاص- ولئلا يصيبه شيء من التصدع -كما حدث في السجن- من جراء اختلاف المشارب، ولربما تلحق أضرار جسيمة بخدمة النور.. ولأجل أن تظهر مجموعات «الكلمات» و«اللمعات».. وليدفع بلاء الترويع من رسائل النور لدى العلماء النابعُ من الخوف والمنافسة.

ذلك لأن أعدائي -طوال الامتحانات المديدة في المحاكم- عجزوا عن رؤية تقصيراتي الخفية، فلم يستطيعوا من التهوين من شأني بحفظ الله وعنايته، فلا يستطيعون أيضا التغلب على رسائل النور. فأحاول الحفاظ على حياتي التي لا أهمية لها لقلقي على أن أعداءنا ربما يستطيعون الإضرار برسائل النور بالتهوين من شأن قسم من وارثيّ السعيدين الشباب، باختلاق الافتراءات عليهم في الحياة الاجتماعية، لأمور لا تُعرف ماهيتها، حتى رأيت ضرورة حمل مسدس آخر علاوة على ما عندي. وستبقى المؤامرات التي يحيكها الأعداء بائرة بإذن الله ثم بفضل دعوات إخواني كما حصل في إبطال مفعول السم.

∗ ∗ ∗


[تباشير تيار جديد]

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

ثالثا: رغم أنني لم أكترث بالحوادث السياسية الجارية منذ ثلاثين سنة ولم أتعقبها، فإن مصادرتهم لمصحفنا الشريف الذي يُظهر التوافقات في لفظ الجلالة وعدمَ إعادته إلينا، والتعذيبَ الدنيء الذي قاسيناه بيد محكمة أفيوُن ومنعَها لكتبنا.. كل ذلك أثّر فيّ أثرا بليغا، فنظرت مرتين أو ثلاثا إلى دنيا السياسة خلال ما يقرب من خمسة عشر يوما. ورأيت عجبا:

إن تيار الزندقة الذي يحكم بالاستبداد المطلق والرشوة العامة قد سعى لتعذيبنا وإفنائنا في سبيل إرضاء الماسونية والشيوعية، كما ذكرتُه في دفاعاتي، ولكني رأيت تباشير ظهور تيار آخر سيكسر قوة التيار الأول.. ولم أنظر أكثر من هذا، إذ لا رخصة لي من حيث مسلكي.

الباقي هو الباقي

§أخوكم المريض>

§سعيد النورسي>


Yükleniyor...