[كنت أكتب العلم في روحي]
ثالثا: تطلبون رسالة مني بخطي! فقد قيل لفاقد الشفاه: انفخ وأطفئ المصباح! فقال: لقد طلبتم أصعب الأمور، فلا أقدر عليه.
نعم، إن الله سبحانه وتعالى لم يهب لي جودة الخط، حتى إنني أملّ من كتابة سطر واحد وكأنه عمل مرهق. فكنت أقول في السابق -متفكرا لا شاكيا-: ربّ رغم احتياجي إلى الخط ومحبتي النظم لم تمنحني هاتين النعمتين. ثم تبيّن لي بيانا قاطعا، أنه كان إحسانا عظيما عدم منحي الشعر والخط. فإن معاونة أمثالكم من أبطال الكتابة تحقق لي حاجتي إلى الخط. فلو كنت أجيد الكتابة، لما كانت المسائل تقرّ في القلب، فما من علم بدأتُ به سابقا، إلّا وكنت أكتبه في روحي لحرمانى من الكتابة الجيدة، فكانت تلك المَلَكة نعمة عظمى عليّ.
أما الشعر فرغم أنه وسيلة مهمة للتعبير، فإن الخيال يقضي فيه بحُكمه، فيختلط بالحقيقة ويغيّر من صورتها. وأحيانا تتداخل الحقائق. ولم يفتح القدرُ الإلهي باب الشعر أمامنا، عنايةً وفضلا منه تعالى، لأنه كان من المقدّر أن نكون في المستقبل في خدمة القرآن الكريم التي هي حق خالص ومحض الحقيقة. فالآية الكريمة ﹛﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ ﴾|﹜ (يس:٦٩). متوجهة إلى هذا المعنى.
سأكتب لكم عدة سطور لأجلكم أنتم بإذن الله...
الباقي هو الباقي
§أخوكم>
§سعيد النورسي>
∗ ∗ ∗
[سبب الاستهلال]
أخي العزيز المدقق، ويا أخي في الآخرة ورفيقي في خدمة القرآن!
أولا: تستفسرون في رسالتكم عن سبب استهلالي الرسائل كلها بالآية الكريمة ﹛﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾|﹜ (الإسراء:٤٤).
ثالثا: تطلبون رسالة مني بخطي! فقد قيل لفاقد الشفاه: انفخ وأطفئ المصباح! فقال: لقد طلبتم أصعب الأمور، فلا أقدر عليه.
نعم، إن الله سبحانه وتعالى لم يهب لي جودة الخط، حتى إنني أملّ من كتابة سطر واحد وكأنه عمل مرهق. فكنت أقول في السابق -متفكرا لا شاكيا-: ربّ رغم احتياجي إلى الخط ومحبتي النظم لم تمنحني هاتين النعمتين. ثم تبيّن لي بيانا قاطعا، أنه كان إحسانا عظيما عدم منحي الشعر والخط. فإن معاونة أمثالكم من أبطال الكتابة تحقق لي حاجتي إلى الخط. فلو كنت أجيد الكتابة، لما كانت المسائل تقرّ في القلب، فما من علم بدأتُ به سابقا، إلّا وكنت أكتبه في روحي لحرمانى من الكتابة الجيدة، فكانت تلك المَلَكة نعمة عظمى عليّ.
أما الشعر فرغم أنه وسيلة مهمة للتعبير، فإن الخيال يقضي فيه بحُكمه، فيختلط بالحقيقة ويغيّر من صورتها. وأحيانا تتداخل الحقائق. ولم يفتح القدرُ الإلهي باب الشعر أمامنا، عنايةً وفضلا منه تعالى، لأنه كان من المقدّر أن نكون في المستقبل في خدمة القرآن الكريم التي هي حق خالص ومحض الحقيقة. فالآية الكريمة ﹛﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ ﴾|﹜ (يس:٦٩). متوجهة إلى هذا المعنى.
سأكتب لكم عدة سطور لأجلكم أنتم بإذن الله...
الباقي هو الباقي
§أخوكم>
§سعيد النورسي>
[سبب الاستهلال]
أخي العزيز المدقق، ويا أخي في الآخرة ورفيقي في خدمة القرآن!
أولا: تستفسرون في رسالتكم عن سبب استهلالي الرسائل كلها بالآية الكريمة ﹛﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾|﹜ (الإسراء:٤٤).
Yükleniyor...